ما الذي يحصل في هوليوود؟ الشائعات تهزّ عرش عاصمة السينما العالمية، والهمس يدور عن خسارات كبيرة تتكبدها الشركات الكبرى، وأن ثمة أفلاماً لنجوم كبار لا ترد لمنتجيها التكاليف التي دفعوها لإنتاج هذه الأفلام. هذا الكلام تنقله مجلات فنية، ولكنها لم تتمكن من تأكيده، وإن كانت الشائعات كثيرة إلاّ أن المنتجين لا يزالون مطمئنين، فقد وجدوا منذ بضع سنوات «الحلّ السحري» للاستمرار في حصد مبالغ طارئة، والحلّ هو «النجوم الكرتونية». «الأرباح الكبيرة لا تأتي اليوم من خلال النجوم العالميين»، فقد سُحب البساط من تحت أقدام هؤلاء ليحل أبطال الأفلام الكرتونية مكانهم. النجوم ما زالوا يتمتعون بشعبية كبيرة، ولكن «شريك» و«هاري بوتر» و«سبايدر مان» وغيرهم باتوا أقرب إلى قلوب مئات الملايين من المشاهدين بحيث تفوّقوا على جوليا روبرتس وبراد بيت وأنجلينا جولي وتوم كروز... وغيرهم.الأفلام الكرتونية، وأفلام الخيال الطفولي كـ«قراصنة الكاريبي»، تُنتج بموازنات ضخمة، قد تصل أحياناً إلى 150 مليون دولار. ولكن أي فيلم يأتي بأرباح تزيد خمسة أضعاف على تكلفة إنتاجه. وعندما تزيد الأرباح على عشرة أضعاف مجموع ما صُرف لإعداده فإن ذلك يكون بمثابة الضوء الأخضر لجعله فيلماً أول في سلسلة تمتد لعدة حلقات.
«الوصفة» بسيطة، تقوم إحدى شركات الإنتاج الكبرى كـ«باراماونت» أو استديوهات «ديزني» أو «دريم وركس» بتبني أحد أبطال قصص الأطفال كالساحر «هاري بوتر»، أو تطلب من أحد مبدعيها أن يخترع شخصية كرتونية ويحيك حولها القصص الخيالية، ثم تتولى «الآلة» الإنتاجية إطلاق الصور واستخدام أفضل التقنيات العصرية والمؤثرات السينمائية. ومع المخرج يُستعان بنجوم هوليوود لكي تكون أصواتهم على ألسنة شخصيات الفيلم، وبعد انتهاء عملية المونتاج، يتأبط النجوم (الحقيقيون) ذراع مخرج الفيلم ويجولون معه حول العالم للترويج للفيلم الكرتوني، وليستفيدوا، في المقابل، من الشعبية العالمية المتزايدة لأبطال الكرتون، وهل ننسى الجولة الدولية الأخيرة للنجمة الشقراء كاميرون دياز التي حضرت العروض الأولى للجزء الأخير من فيلم «شريك»؟
من جهة أخرى، قصة النجاح الأسطوري لهاري بوتر باتت معروفة، فهذا الساحر هو وليد خيال الكاتبة «جي كي رولينغ»، وقد عشق الصغار قصصه فاستغلته هوليوود لتجعله بطلاً من أبطالها الجدد. ولم تستعن «دريم وورك» برسوم كرتونية بل بممثلين صغار جسدوا الشخصيات الكرتونية، وقد حقق الجزء الخامس منه في شهر واحد فقط 537 مليون دولار، وفق ما جاء في موقع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
أما قراصنة الكاريبي الذين يقودهم الممثل جوني ديب، فقد حققت شركة «ديزني» من خلالهم أرباحاً بلغت نحو مليار دولار.
الأرباح الخيالية شجعت شركة «متوسطة» على خوض المغامرة وسنرى قريباً على الشاشات الفضية شخصيات كرتونية جديدة تتحدث بأصوات نجوم هوليوود.
ها هي هوليوود التي اخترعت شخصيات خيالية «لإنقاذ» العالم تستعين بشخصيات كرتونية لتنقذ سمعتها كعاصمة لصناعة مربحة جداً. هوليوود لن تتنازل عن ثرواتها وعن الماكينة التي تنتج فيها المزيد والمزيد من المال... وأبطال الكرتون مستعدون لأية مهمة توكل إليهم.
(الأخبار)