باسم الحكيم
لا يبالغ جورج خبّاز في انتقاده للتدني الصارخ في المستوى الثقافي والفني في العالم العربي في سيت كوم «ساعة بالإذاعة» الذي أخرجه سليم طنوس، وأنتجته «نيولوك بروداكشن»، وتعرضه «أل بي سي».
في إذاعة «صوت الأصوات» الفاشلة، لا يرحم خباز المتطفلين على الغناء، في زمن انقلبت فيه المقاييس. لذا، تراه ينطلق من المذيعات اللواتي يقررن احتراف الغناء وتصوير الفيديو كليب، ليشنّ حملته على مغنيات الجسد والخصور المتمايلة. يدرس جورج خبّاز جملته الكوميدية جيداً. إذ يعرف أنه يتوجه إلى جميع أفراد الأسرة. من هنا، يبدو حريصاً دوماً على تقديم مادة كوميديّة نظيفة، يغذّيها بالمواقف الطريفة البعيدة عن الابتذال والتهريج المسطح. ومما لا شك فيه، أنه نجح بشكل من الأشكال في تحقيق هذه المعادلة منذ حلقات «عبدو وعبدو» قبل نحو أربع سنوات (أولى تجاربه في الكتابة الدراميّة) ثم «فادي وراضي». ولم يحد عنها اليوم في «ساعة بالإذاعة»، وإن سجل تفاوتاً في المستوى بين الحلقات الأربعة الأولى (من أصل 30 حلقة). أضف إلى ذلك توافر مواصفات العمل الكوميدي الجيّد سواء لجهة النص والحبكة أو لجهة الأداء التمثيلي لنجومه الذين احترفوا الكوميديا، فباتت لعبتهم. هكذا نرى خبّاز يقفز بين شخصيّات عدة، أبرزها نعمان القهوجي المحتال الذي أجبرته الظروف على العمل في إذاعة رديئة، وهو المحرك الأساسي للأحداث. أما فيفيان أنطونيوس، فتبدو منسجمة مع شخصية المذيعة البسيطة والساذجة مانديلا التي تحاول خطف الأضواء من زميلتيها موني (المميزة ليال ضو)، وعبير (لورا خبّاز). وبعد مشاركات كوميديّة عدة في مسرح مروان نجّار، يثبت طلال الجردي بدور مدير الإذاعة، أنه يجيد الكوميديا والتراجيديا بالبراعة نفسها، من دون أن ننسى ذلك الحضور اللافت لكل من ليليان نمري، ليلى حكيم ومحمود مبسوط (فهمان).
على أي حال، يحرص جورج خبّاز على التأكيد أنه يسجل موقفاً مما يجري على الساحة الفنية، ولا يقصد إذاعة بعينها، بل الإذاعات التي تروج للفن الهابط. ويستدرك: «يللي في مسلّة تحت باطو بتنعرو».
20:40 على LBC