خالد صاغية
غداة انتخابات المتن الفرعية، صرّح المرشّح الخاسر: «لا بدنا نطلّع حدا بصواتنا، ولا بدنا نطلع بصوات حدا». فعل ذلك بعدما أشبع منافسه تعييراً لكونه حاز 50% من أصوات السنّة و97% من أصوات الشيعة في المتن.
تعيير مرشّح التيار الوطني الحر بنيله القسم الأكبر من أصوات المسلمين، يعني في المقابل، افتخاراً بأنّ المسلمين لم يصوّتوا بكثافة للمرشّح الآخر. إنّه افتخار نابع من الطمأنينة إلى «الصفاء» وعدم الاختلاط والتدنّس بالشركاء في الوطن الذين ينتمون لطائفة أخرى، أو عرق آخر، أو لون آخر. وبدلاً من أن يطرح المرشّح تساؤلات عن مواقفه وآرائه السياسية التي تجعل منه غير مرحّب به لدى فئة من اللبنانيين، إذا به يزداد فخراً بذلك.
إذا لم تكن هذه دعوة إلى تقسيم البلاد، فماذا تكون؟ الأدهى أنّها دعوة تقسيميّة تتمّ باسم الوحدة والحرية والاستقلال. كأنّما الاستقلال عن الوصاية الخارجية مطلوب حتّى يتمكّن المستقلّون من ممارسة التقسيم كما يحلو لهم.
لكنّ المرشّح الخاسر لا يلام وحده. فالمرشّح الرابح ينتمي لتيّار انصرف، هو الآخر، لتعيير مسيحيّي 14 آذار بكونهم منتخبين من لبنانيّين ينتمون لطوائف أخرى. الأدهى أنّ هذا «التعيير» كان يتمّ جنباً إلى جنب رفع شعارات العلمنة.
المرشّحان، على أيّ حال، لم يتنافسا على مقعد نيابي. لقد تنافسا على نفي معنى الانتخابات. وهي فعلاً انتخابات غير ذات معنى، ما دامت بكركي، وفقاً للمرشّحين، هي المرجعيّة الصالحة للسهر على شؤون الرعايا.