باسم الحكيم
لم تف الفضائيات العربيّة المتوجهة إلى المرأة بوعدها تقديم مادة تلفزيونيّة دسمة، تعترف بدورها الفاعل في المجتمع. وعوض أن تخرجها من جدران المنزل، لتسلط الضوء على دورها في مراكز السلطة والقرار، حصرت نشاطها بشؤون المنزل والموضة، إلاّ في ما ندر. من هنا، تحاول الفضائيات المنوعة أن تسد فجوة لم تردمها القنوات المتخصصة، عبر تقديمها برامج تناقش شؤون المرأة وشجونها. وبعد «كلام نواعم»، «ست ستات»، «قعدة ستات»، «سوالفنا حلوة» (يعرض بعد رمضان على دبي)، يدخل المنافسة قريباً برنامج «بنات حوا» على LBC الفضائيّة اللبنانيّة.
هكذا ستجتمع خمس نساء في منزل في منتجع «باين لاند» السياحي في منطقة حمانا اللبنانية، يفترض أنه منزل السيدة اللبنانيّة التي تستقبل صديقاتها من الوطن العربي، في جلسة نقاش بعيدة عن صيغة السين والجيم: لما لاوند من لبنان، ناديا بوهناد من الإمارات، زهرة عرفات من البحرين، مهى باعشن من السعوديّة وهيام أحمد من مصر، سيناقشن مواضيع جريئة، بمتابعة وإشراف صالح ارتيميه وهاني فيروزي. أما الإعداد فلبطرس روحانا، والأبحاث لمركز Woman Institute، الإخراج لزينة صوفان والإنتاج لـ «سيدر أوف أريبيا» مع المنتج المنفذ يوسف الخوري.
في موقع التصوير قبل أيام قليلة، تنتظر المذيعات أن تعطي المخرجة الضوء الأخضر لمناقشة الموضوع الأول المتعلق بالـ«فنغ شوي» (هندسة ديكور المنزل تبعاً للتناغم الكوني). ومنه، تفتح لما لاوند الطريق لمناقشة موضوع الاكتئاب ـــــ آثاره وانعكاساته وأنواعه، قبل التحدث عن كيفية التوصل إلى تحقيق زواج سعيد، قد يؤدي إلى إنجاب طفل موهوب وعبقري. وفي الفقرة الأخيرة، استضاف البرنامج أصغر عالم فلك، الطفل الأردني مكثم بوعلان (14 عاماً).
وتكتفي لما لاوند بالثناء على نقطة أن «البرنامج يحافظ على شخصياتنا، ولا يفرض علينا ما يجب أن نقول أو ما لا نقول»، معتبرة أنه «يسمح لكل مذيعة أن تضع خبرتها الشخصيّة كي لا تظل مجرد مشاهدة ومستمعة من بعيد». فيما تسارع المخرجة صوفان إلى نفي أي تشابه بين «بنات حوا» والبرامج الأخرى، «لأن المذيعات الخمس لسن نواعم خرساوات، ولسن نعامات تضعن رؤوسهن في التراب هرباً من مناقشة الحقيقة والواقع. قضايا نساء العالم العربي ستطرح هنا بجرأة ومسؤوليّة إلى حد سيجعل النساء العربيات اللاتي يشاهدن الحلقات يعتبرن أن البرنامج يتحدث عن وضعهن»، معتبرة أن «ما يميزه أن المقدمات لا يقاربن الموضوع من بعيد بل يلامسنه عن قرب من خلال وضع تجاربهن في تصرف المشاهدين، وذلك بعد استعراض حكم القانون والدين وعلم النفس مع الاختصاصيّة ناديا بوهناد، فضلاً عن الاستعانة بمراكز معلومات عربية وعالمية». هل يكون «بنات حوا» مختلفاً حقاً عن البرامج النسائيّة أم سيقدم السيناريو نفسه مع تغيير البطلات؟ الإجابة تأتينا على الأرجح في غضون أسبوعين على LBC.