strong>محمد عبد الرحمن
كان منهمكاً في تصوير الحلقات الأخيرة من «يترّبى في عزّو»، حين زرناه في الاستوديو. نجم رمضان الأول والأغلى، متحمس لمسلسله الجديد مع انه لم يلق الاهتمام الكافي من سوق الدراما. لماذا تقاطع الفضائيات يحيى الفخراني؟

ربما لأنّ اسمه أصبح من ثوابت الخريطة الدرامية في شهر رمضان، لم يغضب يحيى الفخراني عندما أبلغوه أن مسلسله الجديد «يتربّى في عزّو» سيعرض فقط على شاشتين هذا الموسم: «الراي» و«المستقبل». إذ تعثّرت المفاوضات مع قنوات كثيراً ما كان نجمها لسنوات طويلة. كما أن «دبي» و«أم بي سي» اعتذرتا عن شراء حقوق العرض الحصري، بسبب «مغالاة الشركة المنتجة في الأسعار». وهو ما أرجعته «كينج توت» إلى الكلفة الإجمالية للعمل، وأجر يحيى الفخراني الذي يعدّ الأعلى بين أقرانه. لكن بطل «ليالي الحلمية» و «عباس الأبيض» يرى عكس ذلك، فالأجر المرتفع هو تقدير من شركات الإنتاج يستحقّه بعد هذا المشوار الطويل.... «قضيةُ الفلوس أصبحت مملّة من وجهة نظري». هكذا يوضح الفخراني لـ«الأخبار» في كواليس تصوير الحلقات الأخيرة من «يترّبى في عزّو» داخل «استديو مصر». ويضيف بحماسة: «السوق كلّها قائمة على العرض والطلب. وأكبر دليل على أن السعر لم يكن خيالياً، قبول محطتين بشرائه. أضف إلى ذلك أن كل الفضائيات تنتظر نهاية رمضان، فترصد المسلسلات الناجحة وتشتريها، لتعيد بثها طوال العام... ألم تلاحظ أن قنوات عدة تعرض حالياً «سكّة الهلالي» و«عباس الأبيض». إنهم يمهّدون الجمهور لأجواء رمضان. أوليس هذا نجاحاً يستحقّ التوقف عنده بعيداً من الأجر والميزانيات».
على رغم المشاكل، يبدو الفخراني متحمّساً للعمل الجديد. يبدي إعجابه بالإضاءة الحميمة التي سيستخدمها مدير التصوير في المشهد التالي. يبتسم ويقول: «أنا سعيدٌ بالتعاون للمرة الثالثة مع المؤلف يوسف معاطي في عمل اجتماعي كوميدي، يحمل أكثر من قضية مهمة، ويطرق طبعاً باب السياسة». ويشارك في المسلسل كل من حسن مصطفى وكريمة مختار ورانيا فريد شوقي، هنا شيحا وأحمد عزمي وياسر جلال.
وهل ستمثّل السياسة محور الأحداث كما هي الحال في «سكة الهلالي»؟ ينفي الفخراني ذلك، موضحاً أن حمادة عزو شخصية فريدة، تشبه الشخصيات الأسطورية التي قدّمها في عدد من أعماله السابقة. ويقول: «يريد هذا الرجل الذي يقترب عمره من الستين، أن يعيش الحياة طفلاً رغماً عن الجميع. يعمل في صناعة لُعب الأطفال، ولا يهتم إلا بتلبية رغباته هو. لهذا، يعارضه أولاده بشدة عندما تتوالى زيجاته، ويرتبط بثلاث نساء من طبقات اجتماعية مختلفة، فيما تدلّـله والدته بشكل لافت، على رغم تقدّمه بالسن.
لكن ألا يخشى المقارنة بمنافسه الأول في ملعب الدراما نور الشريف صاحب «عائلة الحاج متولي»؟ «ليس هناك أي تقاطع»، يجيب بحزم، «فحمادة عزو لا يجمع بين زوجتين في وقت واحد».
وأين ستحضر السياسة إذاً؟ يجيب: «يتناول المسلسل قضايا تهمّ المجتمع ككل، بالتالي سيتجلّى الهمّ السياسي بطريقة غير مباشرة، مع ابنة عم البطل التي تعود من أميركا بعد تخصّصها في الأبحاث النووية. ومن خلال هذه الشخصية، سيلقي المسلسل الضوء على الجدال المستمر حول هذا الملف. وتؤدّي الدور نهال عنبر التي تشارك الفخراني أعماله للمرة الثالثة، علماً بأن الفنانة إسعاد يونس كانت المرشحة الأولى للدور، لكنها اعتذرت لارتباطها بالعمل في شركة الإنتاج التي تديرها. وهنا، يوضح الفخراني أن العمل يراهن على هموم المواطن العربي البسيطة، «ليس شرطاً أن يكون العمل الناجح سياسيّاً أو كوميدياً فقط. فنجاح «عباس الأبيض» عائد إلى تقديم شخصية بسيطة، صدّقها الناس». ويتوقع الفخراني أن تحظى حياة حمادة عزو وأولاده وزوجاته، باهتمام الجمهور، مبرراً رغبته الدائمة في عدم الكشف عن تفاصيل المسلسل بخوفه من المنافسة، «أضف إلى ذلك أن خبرتي علّمتني أن أحتفظ بالمفاجآت حتى يضرب مدفع الإفطار». في النهاية، يؤكد الفخراني أن العمل واجه عقبات عدة، لعل أبرزها الأزمات الصحية التي واجهته والمخرج أثناء التصوير. إضافة إلى مشاكل في الإنتاج، وصعوبة البحث عن قصر يجمع بين الفخامة والكلاسيكية، ليعكس شخصية حماده عزّو، ما دفع بمهندس الديكور عادل المغربي إلى بناء ديكور خاص. كما أنّ المخرج مجدي أبو عميرة لا يزال يبحث عن طفل عمره خمس سنوات، يؤدي لقطات سريعة لحمادة، وهو طفل. بقي أن نذكر أن فريق العمل أنجز 18 ساعة تصويرية، وبقيت خمس ساعات أخرى على الأقلّ.