يخوض حسام الشاه في تجربته الإخراجية الأولى، مغامرة تلفزيونية غير مسبوقة. الفكرة التي اقترحها إياد شربجي، تبدو للوهلة الأولى فانتازيا حقاً: «استنطاق الجماد في عمل تلفزيوني، يستبعد العنصر البشري تماماً. هكذا ستقتحم «الراكورات» الشاشة في بطولة مطلقة، بعدما كانت في خلفية المشهد على الدوام. العمل الذي يحمل عنوان «راكورات» انتهى تصويره أخيراً، وتراوح مدة الحلقة ما بين خمس وسبع دقائق، في ثلاثين حلقة تلفزيونية. أمّا الأبطال فهم جمادات متنوعة، قد تكون صنبور ماء معطّلاً يشكو العطش، أو كرسياً يروي مذكراته، أو تفاحة، أو حتى بعض الحيوانات. دراما العمل تنبثق من موقف ما، يحيل الجماد إلى كائن له ذاكرته ومنطقه وتاريخه أيضاً. يقول المخرج حسام الشاه: «إن صعوبته الأساسية تكمن في عدم وجود شخصيات إنسانية، وهو بحدّ ذاته تحدٍّ لاستنطاق الصورة، وإقناع المشاهد بوجود حياة لهذه الراكورات... لكن العمل لا يخلو من إسقاطات اجتماعية وسياسية، كأن يدور حوار بين «حنفية في حمّام شعبي، وأخرى في حمّام في حي فاخر. أو أن تجد طبق فاكهة يضم تفاحاً لبنانياً ومانجا مصرية، وموزاً صومالياً، وبطيخاً سورياً، وبرتقالاً يافاوياً... ألا يستدعي اجتماع هذه الفاكهة في طبق واحد، حواراً سياسياً ساخناً؟». ويقوم ببطولة حلقات أخرى حذاء كثيراً ما خبر شوارع وأرصفة وسلالم، أو قطة مشردة، أو مكبّر صوت. العمل الذي أنتجته «شركة الجابري للإنتاج الفني»، من المتوقع أن يُعرض في رمضان المقبل، ويشارك صوتياً فيه: نضال سيجري، رغدة شعراني، ناندا محمد، نوار بلبل، رنا شميس، وآخرون.