خالد صاغية
كيف يمكن لمقابلة صحافية واحدة أن تحفل بهذا القدر من العنصرية؟ لم ينجُ الشيعة ولا الفلسطينيّون ولا المسيحيّون من تصريحات النائب وليد جنبلاط لجريدة «السياسة» الكويتية.
الفلسطينيّون، بالنسبة لجنبلاط، كائنات غير موجودة. فكي يسجّل نقاطاً على الأمين العام لحزب الله، يعلن جنبلاط «كيف يوفّق هذا القائد الكبير، بين تاريخه النضالي وقوله بأنّ نهر البارد خط أحمر؟». فعلاً، كان على «القائد الكبير» أن يشارك في حفل التحريض على مخيّم الفقراء. فللقضاء على «فتح الإسلام»، لمَ لا نهجّر أبناء المخيّم ونهدم بيوتهم؟ يتساءل المرء ماذا لو اكتُشِفت خليّة لـ«القاعدة» في أحد حقول المختارة.
من الفلسطينيين، ينتقل جنبلاط إلى الشيعة. فلدى سؤاله عن تمدّد «دولة» حزب الله، يضيع الفارق بين سلوك الحزب وبين إخوان جنبلاط في المواطنية الذين يتحوّلون إلى مجرّد لصوص وقطّاع طرق: «...في الصحة يستفيدون من الدولة... في الكهرباء... هناك مولدات بالمئات تأتي إلى الضاحية والجنوب والبقاع، وفي الوقت نفسه لا يدفعون فواتير الكهرباء».
أمّا المسيحيّون، فجنبلاط يخاف «على وجودهم في لبنان». إنّه الخوف نفسه الذي يدفعه مرغماً إلى اختيار نوّاب لهم. فـ«التنوّع الثقافي» الذي يحرص عليه جنبلاط أهمّ من أن يُترَك للمسيحيّين القاصرين. فهو يعيب عليهم انقسامهم الذي يمثّل «المشكلة عند غبطة البطريرك». ربمّا كان على الزعيم الدرزي أن يعطيه دروساً في كيفية توحيد الطائفة، تماماً كما تمّت تصفية المعارضين في الجبل.