الخلاف يتعمق بين الصين والولايات المتحدة، وخوف هذه الأخيرة من «التنّين الأصفر» يزداد يوماً بعد يوم، وخاصة في ما يتعلّق بنموّ الصين الاقتصادي واكتساح منتجاتها الأسواق العالمية. والخلاف الذي بدأ منذ عقود بسبب تضارب «الأيديولوجيتين» الحاكمتين في كل من هذين البلدين، ثم تطور بفعل الصراع الخفي «الاقتصادي»، احتدّ في المرحلة الاخيرة بسبب الألعاب والحلى غير الثمينة!
نعم، الإدارة الأميركية غاضبة، إذ إن الصين التي أغرقت السوق الأميركية ببضائعها لم تحترم على ما يبدو الشروط الأميركية، وتبين أن الألعاب والحلى «تحتوي على نسبة عالية جداً من الرصاص».
القضية اتخذت بعداً فضائحياً بعدما تبيّن أن أصنافاً متنوعة من الألعاب التي استوردتها مؤسسة «ماتل» تتضمن نسبة غير مسموح بها أميركياً من المعادن الضارة. وكان المسؤولون في الشركة قد دفعوا أكثر من 20 مليون دولار لاستيراد تلك الألعاب، وفق ما جاء في الموقع الإلكتروني لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية.
وقد دعت الجمعيات والمؤسسات الرسمية المختصة إلى الإسراع في سحب هذه الألعاب والحلى الصينية من الأسواق الأميركية. ولم يصدر أي تعليق على الأمر من الصين.
لكن من أين جاءت الشركات الصينية بالرصاص؟ السؤال محيّر إذا ما نظر المرء إلى الأسعار المتدنية التي تُباع بها الألعاب الصينية. مجلة «لوكوريه إنترناسيونال» وجدت الجواب المنطقي، فقد تبيّن أن هذا الرصاص مستخرج من آلات كمبيوتر وآلات إلكترونية قديمة كانت الولايات المتحدة ودول في أوروبا الغربية قد جهدت للتخلص منها بسبب ارتفاع نسبة الرصاص فيها... فأرسلتها إلى الصين!
(الأخبار)