محمد خير
حميد الشاعري: دائماً «ضدّ التيار»

يدين معظم الموزّعين الموسيقيين العرب إلى حميد الشاعري الذي رفع من القيمة الجماهيرية والمالية للموزع الموسيقي في عالم الغناء المصري ثم العربي، حتى بلغ الأمر أن فاقت أجور بعض الموزعين أجور الملحنين أنفسهم. لم يكن ذلك معهوداً في السنين التي سبقت مجيء الشاب الليبي إلى مصر التي تنتمي إليها والدته السكندرية. العائلة الميسورة التي ينتمي إليها رائد الأغنية الشبابية، أرسلت الابن إلى لندن لدراسة الطيران، لكنه لم يستكمل دروسه، وفضل أن يسجل في الاستديوهات الانكليزية بعضاً من ألحانه التي أعجبت شركة «سونار» المصرية، فأنتجت له ألبوم «عيونها» لكنه لم يحقق أي نجاح، قبل أن يتفوق عليه الألبوم الثاني «سنين» الذي كتب ولحّن ووزع معظم أغانيه الليبي ناصر المزداوي. أما الألبوم التالي «رحيل» عام 1985، فأعلن النجاح الحقيقي للشاعري وصنع نجوميته، لكن نجاحه موزعاً موسيقياً ارتبط بتوزيعه أغنية علي حميدة «لولاكي» التي تخطت مبيعاتها في مصر مليوني نسخة. وعلى رغم أنّ الأغنية التي كتبها عزت الجندي كانت من ألحان سامي الحفناوي، فقد ارتبط نجاحها بالشاعري موزعاً، قبل أن يصعد خطوة جديدة مع ألبوم «ميال» لعمرو دياب. والمفارقة أنّ أغنية «ميّال» نفسها كانت من توزيع فتحي سلامة. بعدها، انتقل الشاعري إلى مرحلة صناعة نجوم من عينة إيهاب توفيق ومصطفى قمر وحكيم وهشام عباس وغيرهم ، قبل أن توقفه نقابة الموسيقيين أوائل التسعينيات إثر حملة قادها موسيقيون بدعوى حماية الموسيقى من غير الأكاديميين. انتهى إيقاف الشاعري، لكنّه عاد أقلّ إنتاجية ونجاحاً، ولم يحقق ألبومه الأخير «روح السمارة» أي نجاح، فتنامت شماتة بعض النقاد الذين طالما انتقدوه، لا لضعف موهبته، بل لأنهم رأوا فيه قائداً لعملية «القضاء» على الموسيقى الشرقية وتغريب الألحان العربية، مشددين على أن الأصوات التي قدمها الشاعري إلى الساحة هبطت بمستوى الغناء. حميد الشاعري، أحد أبرز صنّاع الأغنية العربية الحديثة، يحلّ هذا المساء ضيفاً على وفاء الكيلاني في «ضدّ التيار» على شاشة «روتانا موسيقى»، في حلقة تختصر تجربته الموسيقية، وتتناول مواضيع الفن والمجتمع والسياسة.

22:00 على «روتانا موسيقى»