strong> سليم البيك
ريم بنا معروفة في الغرب، لكن العالم العربي أبوابه موصدة بوجهها... «خطيئتها» أنّها من مواليد الناصرة! اشتهرت الفنانة بتقديم التهاليل والأغنيات التراثية المستقاة من الفولكلور الفلسطيني بأسلوب حداثي جريء، في التوزيع والأداء. وغنّت قصائد لمحمود درويش وتوفيق زياد ووالدتها زهيرة صباغ وشعراء آخرين. وتقوم مع زوجها ليونيد ألكسيينكو بتلحين الأغاني بأسلوب تتداخل فيه المناهل الثقافية المختلفة، موسيقى عربية بنكهة آسيوية أو أوروبية. «لم تكن تلك حكايتي» عنوان أحدث ألبوماتها الذي أهدته الى الشعبين الفلسطيني واللبناني في عزّ عدوان تموز. وتضمّن تسع أغنيات نقلت معاناة الشارع الفلسطيني (كلمات الشاعرة زهيرة صباغ وسيدي حركش ومحمود هشهش)، فيما جاء التلحين الموسيقي لهنريك كويتس بمشاركة ريم بنا نفسها الى جانب جاكوب جاديجارد فراندسين. معظم ألبومات ريم تُنتجها شركات أوروبية، وكان صدر لها ستّة ألبومات هي «جفرا» (1985)، «دموعك يا أمي» (1986)، «الحلم» (1993)، «قمر أبو ليلة» (1995)، «مكاغاة» للأطفال (1996) و«وحدها بتبقى القدس» (2002).
كيف تصدت لتحديث الأغنيات الفولكلورية؟ «عملت جاهدة لتجنب أي تغيير قد يمسّ جوهر الأغنية. وجدت في ذلك محاولةً للحفاظ على التراث الفلسطيني، ونقله الى جيل لم يعد يهتم بالتراث». وسرعان ما يأخذنا الحديث إلى قضايا الحصار العربي، والفنّ الهادف: «الدول العربية ضربت حصاراً على كل الفلسطينيين وليس فقط على فلسطينيي الـ48. لكنّ بعض ألبوماتي متوافر في دول عربية عدّة. وعلى فكرة، أنا لا أجد حرجاً من تصنيفي فنانةً في خدمة القضية الفلسطينية. دوري في النضال والمقاومة لا يقل عن دور المقاومة المسلّحة. بدأت «أُتعب» الاسرائيليين بصوتي الذي اخترق الحصار، لينقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم. وأتمنى على الدول العربية أن تفك عني الحصار لألتقي الجماهير العربية. لا أعرف كيف أردّ حين أُسأل عن عدم وقوفي على الخشبة في أي مدينة عربيّة... علماً بأنّها أغلى أمنياتي. دعوني أغني في القاهرة ودمشق وبيروت!».
شاركت ريم في مهرجان «يبوس» الأخير في القدس، لكنّ الدعوة جاءت قبل يوم واحد من الأمسية. لماذا؟ «انسحب أحد الفنانين المدعوين في اللحظة الأخيرة، ربما لم تسعفه الجرأة ليأتي الى فلسطين. اتصل بي صديق هو المدير الفني في «مؤسسة يبوس للإنتاج الفني» التي تنظم مهرجان القدس، ليسألني ما إذا كنت أستطيع تقديم أمسية. شرح لي الموقف الصعب الذي يواجهونه، وخصوصاً أنّ مهرجان القدس واحد من النشاطات الثقافية لإحياء مدينة القدس المعرضة لكل محاولات التهويد. وافقت لأنه لم يهن عليّ أن تلغى ليلة فنية في المهرجان الذي تحاول اسرائيل إفشاله، عبر عرقلة وصول الموسيقيين الأجانب. والسبب الثاني لقبولي هو حنيني للغناء في فلسطين، حيث تقلّصت المهرجانات الفنية بسبب الحصار. وأصبحت مشاركاتنا الفنية مقتصرة على المهرجانات العالمية».
www.rimbanna.com