خالد صاغية
كثيراً ما يردّد سياسيّون من الفريق المسمّى موالاةً أنّهم لا يأتمرون بأوامر الولايات المتّحدة الأميركية، إنّما يلتقون مع سياساتها موضوعياً في لبنان. قد يكون هذا الأمر صحيحاً تماماً. ويمكن القول إنّ المشكلة الجدية تكمن في أنّه قد يكون صحيحاً تماماً.
فـ«التلاقي الموضوعي» مع السياسة الأميركية في المنطقة أشدّ فاعليةً من العمالة لها، لجهة خدمة هذه السياسة. وهو يعني أنّ أركان الموالاة، بكامل إرادتهم ووعيهم السياسي، سائرون في ركب المشروع الأميركي.
ينفي الموالون هذا الأمر، مفترضين أن لا دخل لهم بالمشروع الأميركي. فهم يؤيّدون السياسة الأميركية في لبنان وحسب. لكن إذا ما استثنينا تصاريح جيفري فيلتمان، هل يمكن الحديث عن سياسة أميركية في لبنان، إلا لخدمة السياسة الأميركية في المنطقة؟
يتهرّب الموالون من الإجابة عن تساؤل كهذا، لينادوا بـ«عزل» البلد الصغير عن مشاكل المنطقة. فحتّى لو كان تطبيق السياسة الأميركية في الشرق الأوسط مؤذياً، لمَ لا «ننفد» بلبنان إذا ما أتيح لنا ذلك؟
بالمناسبة، انقطع ورق الألومنيوم من السوق، الأصناف المستوردة منه، وتلك المصنّعة محلياً. وقد عُلم أنّ جهة سياسية قد اشترت على مدار السنتين الماضيتين ما يزيد على 10452 كيلومتراً مربّعاً من ورق الألومنيوم. وهي ما زالت تنتظر الاستيلاء الكامل على السلطة من أجل البدء بعملية تغليف البلاد كلّها، لـ«عزلها» عن الرياح العاتية، إلى أن ينقطع الهواء عنها كلياً، إن شاء الله.