القاهرة ــ الأخبار
فيما يواصل المخرج ألكس هولمز تصوير المشاهد الباقية من المسلسل الوثائقي «بين النهرين» عن حياة صدام حسين، لمصلحة «بي بي سي»، بدأت المشاكل تلاحق العمل الذي يعرض قريباً. فما إن كشفت وسائل الإعلام أن الممثل الذي يؤدي شخصية صدام حسين هو الإسرائيلي يغال ناؤور (راجع «الأخبار» عدد 2 آب/أغسطس)، حتى قامت الدنيا في مصر...
بدأت القصة عندما صرّح الممثل عمرو واكد (يؤدي دور حسين كامل المجيد) لإحدى الصحف المحلية، بأنه لم يكن يعلم أثناء توقيعه العقد بهوية البطل، لكنه عندما عرف بأن يغال هو إسرائيلي ـــــ عراقي، تقبّل المسألة ووافق على متابعة التصوير. وأشار إلى أن الممثل يشبه الرئيس العراقي الراحل إلى حدّ كبير، وأنه يتميز بموهبة تمثيلية لافتة... تصريحات واكد أثارت حفيظة مطبوعات مصرية أخرى، على رأسها «روز اليوسف»، فشنّّت هجوماً على الممثل المصري، متهمة إياه بالتطبيع مع إسرائيل... كل ذلك دفع بأشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية ورئيس البيت الفني للمسرح، إلى إحالة واكد على التحقيق، بسبب مشاركته في الفيلم. وقال زكي في حديث إلى «أ ف ب» إن «موقف نقابة المهن التمثيلية واضح في معارضته للتطبيع، ما يعني التزام الأعضاء بهذا الموقف... لكن واكد مثّل أمام فنان إسرائيلي»، موضحاً أنه «على رغم التحاقه حديثاً بالنقابة، سيُحال على التحقيق فور عودته إلى القاهرة». يذكر أخيراً أن واكد تحدّث في وقت سابق للصحافة المصرية عن سيناريو الفيلم، موضحاً أنه «يعرض الحقيقة من دون تزييف، ويشكّل فرصة جيدة لتوضيح الديكتاتورية الأميركية، ورغبتها في الهيمنة على العالم».
أما ألكس هولمز فأشار إلى أن العمل الذي يصوّر في تونس منذ أسابيع، يوثّق لفترة زمنية تبدأ في مطلع سبعينيات القرن الماضي، وتنتهي عند سقوط صدام حسين في كانون الأول (ديسمبر) 2003، على أن يتوقف عند اكتشافه في الملجأ السري تحت الأرض وإلقاء القبض عليه. ويستمرّ تصوير المسلسل الذي يمتدّ إلى أربع حلقات، مدة كل واحدة منها 52 دقيقة، حتى 22 أيلول (سبتمبر). ويشارك فيه فنانون عرب وأجانب، بينهم: الأميركية من أصل إيراني شهره آغداشلو في دور ساجدة زوجة صدام، الفرنسي فيليب أرديتي (عدي صدام حسين)، الممثل الفلسطيني المعروف مكرم خوري (طارق عزيز)، التونسيان هشام رستم ومحمد علي النهدي، إضافة إلى ممثلين من سوريا والأردن. ويذكر أخيراً أن فنانين عرباً رفضوا المشاركة في المسلسل، لاقتناعهم بأن العمل، مهما حاول ادّعاء الموضوعية، سيعكس في النهاية وجهة نظر غربية تجاه قضايا العراق والشرق الأوسط.