إلى أن يصنع فيلمه التالي، سيظلّ حكم النقاد معلّقاً على مروان حامد مخرج «عمارة يعقوبيان» الفيلم المقتبس عن رواية علاء الأسواني. هذا المؤلف المصري أثبت من خلال روايته التالية «شيكاغو» أنّه بدوره مؤلف ظاهرة، تتخطى مبيعاته مئات الآلاف من النسخ بسهولة تامة. حتى إنّ الطبعة الأولى من «شيكاغو» نفدت في خلال أيام، فيما وقّع الكاتب عقوداً لترجمة روايته المقبلة قبل أن يكتبها. أمّا «يعقوبيان» الفيلم، فقد أوقف تفوّق إيرادات الكوميديا الشبابية في الذكرى العاشرة لفيلم «إسماعيلية رايح جاي»، وحقّق في دور العرض المصرية 20 مليوناً من الجنيهات (3.5 ملايين دولار) متفوقاً بمليون جنيه على «كتكوت» محمد سعد. دشّن «يعقوبيان» بداية عودة السينما المصرية إلى الإنتاج الضخم بعدما حشد عدداً من النجوم لم يجتمعوا في فيلم واحد منذ عشرات السنين، بقيادة المخرج مروان حامد في فيلمه التجاري الأول. وكان فيلمه القصير «لي لي» حصد العديد من الجوائز في المهرجانات العربية والدولية.
أبدى النقّاد إعجابهم بقيادة مروان حامد لهذا العدد الكبير من النجوم، لكنّه كان إعجاباً متحفظاً ينتظر اختبار المخرج في فيلم يكون فيه بعيداً عن رعاية والده وحيد حامد الذي كتب سيناريو «يعقوبيان»، ونجومية عادل إمام صديق والده، وإنتاج العائلة الصديقة، أي عائلة أديب صاحبة «غود نيوز» التي افتتحت إنتاجها السينمائي بفيلمي «يعقوبيان» و«حليم» الذي عرض في الموسم نفسه، وإن لم يحقق إلا ربع إيرادات «يعقوبيان». هكذا ينتظر النقاد «إبراهيم الأبيض» الفيلم المقبل لمروان حامد الذي تنتجه «غود نيوز»، وهو من تأليف عباس أبو الحسن وبطولة أحمد السقا. كما ينتظر أن تتولى اللبنانية رزان المغربي البطولة النسائية أمام السقا. يقدّم عادل إمام واحداً من أفضل أدواره في العقد الأخير من خلال شخصية زكي الدسوقي الستيني الذي يحيا حياته «بالطول والعرض» وينفق نقوده على النساء، ما يثير حفيظة شقيقته دولت (إسعاد يونس) التي تحاول الحجر عليه والاستيلاء على أمواله من خلال ضبطه متلبساً «بالفعل الفاضح» مع سكرتيرته بثينة (التونسية هند صبري). ولبثينة قصّة أخرى! إذ تركها خطيبها طه الشاذلي (محمد عادل إمام) بعدما انضم إلى جماعة إرهابية بسبب رفض طلبه الالتحاق بكلية الشرطة، بحجّة أنه غير لائق اجتماعياً بسبب مهنة والده كحارس عقار، وهو العقار ذاته الذي استأجر فيه الحاج عزام (نور الشريف) شقةً لتقيم فيها سعاد (سمية الخشاب) الأرملة التي تزوجها سراً من دون علم زوجته الأولى. أشاد النقاد بأداء خالد الصاوي في شخصية حاتم رشيد، الصحافي المثلي، وهو الدور الذي أثار حفيظة بعض نواب البرلمان المصري الذي رأوا في تقديم شخصية الصحافي خروجاً على الآداب العامة وطالبوا بمنع الفيلم أو حذف شخصية الصحافي. وبينما انتصرت الرقابة للفيلم، فإن الحذف تم على يد السيناريست عاطف بشاي الذي حوّل الفيلم إلى مسلسل سيُعرض في رمضان المقبل بعدما حوّل الصحافي المثلي إلى صحافي فاسد!
21:30 على MBC