تعليقاً على مقالة الزميل بيار أبي صعب المنشورة في هذه الصفحة أول من أمس، عن مسرحيّة ربيع مروّة السجالية الجديدة في بيروت (راجع «الأخبار»، 30 آب)، جاءنا من جمعيّة «أشكال ألوان» منتجة مسرحيّة «نانسي» التوضيح الآتي:ورد في جريدتكم الغراء أن مسرحية «كم تمنت نانسي لو أن كل ما حدث ليس سوى كذبة نيسان»، «كتبها ربيع مروة مستفيداً من عمل فادي توفيق التوثيقي الذي استند إلى عناصر من بحث أكاديمي لزينة معاصري»، نود الإشارة إلى أنّ المسرحية كتبها فادي توفيق وربيع مروة بمشاركة تامة في المحتوى والصياغة.
أما بالنسبة إلى مساهمة زينة معاصري، فقد استعان المخرج ربيع مروة، في الجانب البصري للمسرحية، بملصقات جمعتها معاصري في سياق بحث تنشره قريباً في كتاب ومعرض. وقد كان لتعاونها المشكور مع المخرج التأثير المهم على النتيجة النهائية للعرض.
لذا كان هذا التوضيح، منعاً للالتباس أو الانتقاص من مساهمة وجهد أي شخص في إنجاز هذه المسرحية...




في الحقيقة أسيء تأويل الجملة على الأرجح. لقد ورد في المقالة المشار إليها، أن مروّة «كتب المسرحية مع فادي توفيق الذي تولى الجانب التوثيقي، مستنداً إلى عناصر من بحث أكاديمي لزينة معاصري حول تاريخ الحرب اللبنانية من خلال الملصق السياسي والحزبي...». الذي يستند هنا هو ربيع، صاحب المشروع، والقصد أن عمل مروّة من حيث الرؤية العامة (مقاربة موضوعة الحرب من خلال الملصق)، يتقاطع في جوهره مع مشروع معاصري... في ما يتجاوز «الجانب البصري» أو مجرّد استعارة عناصر خارجيّة وتوظيفها في العمل، إلى فلسفة الطرح نفسها. وهذا التناص خصب وجميل ويستحق التوقف عنده: إذ تتلاقى مشاغل جيل الحرب اللبنانية وما بعدها، في مشروع «أركيولوجي» واحد، انطلاقاً من اختصاصات مختلفة.
ولعلّ انتماء كاتب المقالة إلى مدرسة نقدية ترى أن «المخرج» هو المؤلف النهائي للعرض، يفسّر عدم توقفه ملياً عند الجهود الفردية لكل من ساهم في العمل. لكن الهدف ليس أن نبخس أياً كان حقّه، بالعكس: تحيّة إلى كل أسرة المسرحيّة التي يتوقّع أن تثير سجالاً واسعاً في الأيام والأسابيع المقبلة.

التحرير