ينفي محمد رجب تهمة تراجع الدراما السوريّة، متهماً «أصوات مصرية مغرضة، تعيش حرجاً من نجاح مسلسلات دمشق، بالترويج لهذه النظرية». ويطمئن إلى أنها «بصحة جيّدة، تضخ فيها دماء جديدة، ما يجعلها مستمرة في تطور وتألق دائمين».وماذا عن الدراما المصرية؟ وهل حقاً أدى اتباع سياسة النجم الواحد إلى تراجعها؟ يشير إلى أنّ «هذه الدراما لم تتطور منذ عشرات السنين، لكن سبب تراجعها ليس اعتماد سياسة النجم الأوحد فحسب، بل ظهور دراما منافسة». هو لا يعترف بتميّز الدراما المصرية، «لأنها تفوّقت يوم لم يكن هناك انتشار عربي لبقية الأعمال العربيّة، أي إنّها كانت الأولى على نفسها». وفيما يرى استئثار النجم المصري بما يقارب نصف ميزانية العمل سبباً للتراجع، يذهب إلى القول بأن «هذه الأعمال باتت ممجوجة ومملّة، وما زالت تتبع الأساليب والأدوات التقليدية نفسها، ولا تجدد في موضوعاتها. وهذا ما أبعد عنها الناس في السنوات الأخيرة... لكن هذا لا ينفي أنّ الدراما المصرية تضم خبرات كبيرة وأساتذة من مخرجين وكتاب وممثلين، غير أنني لا أعرف لماذا لا ينتهجون التجديد والتطوير». ويشير إلى «أنني حضرت ندوات درامية أخيراً، ناقشوا فيها سبب انحدار الأعمال المصرية، وهذه بادرة صحيّة».
في المقابل، يثني رجب على الدراما السورية التي تحشد نجوماً عدة في العمل الواحد، «الطابع العام هنا، ليس بطولة فردية، بل جماعية، كما أنها أقرب إلى الواقع لأنها تحاكي الشارع. فالمشاهد العربي بحاجة إلى ما يلامس همه ووجعه، لا إلى أعمال تافهة تستخف بعقله». وينسحب الكلام ذاته على أعمال المخرج نجدت أنزور الذي يصفه بالمبدع وبالمَعين الذي لا ينضب، مشيراً إلى أنّه «إذا قدم عملاً لم يرض شريحة معينة من الجمهور، فهو يبهر الجمهور بعد حين، علماً بأنه لا يقدم عملاً دون المستوى».
وإذا كان المصريون يعترفون بالتقصير، أفلا يمكن أن يكون آخرون قد بدأوا بالتراجع فعلاً ولا يجرؤون على الاعتراف، بدليل زحف النجوم السوريين بكثافة إلى القاهرة؟ يجيب: «بعض الفضائيات العربية جاءتها توجيهات بالاستغناء عن الدراما السوريّة لسبب أو لآخر، لكن المشاهد العربي يبحث عن الأعمال السوريّة. لذا اضطرت شركات الإنتاج إلى أن تطعِّم الدراما المصريّة بنجوم سوريين». أليست الاستعانة بالنجوم السوريين من منطلق السعي إلى خفض التكلفة الإنتاجيّة؟ ينفي بشدّة هذا الكلام، ويقول إنّ «الهدف هو تأمين نسبة مشاهدة عالية ليس إلا».