strong>رندة غندورة
ينطلق اليوم الشابان بول وبسّام عماد إلى تركيا ترافقهما شجرة الأرز في رحلة على الدراجات الهوائية، وذلك لخوض «مغامرة رياضية سياحية وثقافية» في مسار يتجاوز 1500 كلم وهو طول الشاطىء الساحلي المطل على البحر المتوسط لتركيا.
بعد رحلتهما الى الأردن التي حملت شعار «من بيروت الى عمان.. سلام»، حيث قاموا بزراعة شجرة الأرز في حديقة بلدية عمان، قرر الشابان نقل رسالة السلام تلك الى بلد آخر فقررا غرس شجرة الأرز في مدينة أنطاليا في تركيا، باعتبارها من أهم المدن السيــــــــاحيـــــة وهي مقصودة جداً من قبل اللبنانيين.
ولهذه الرحلة أكثر من معنى وهدف بالنسبة إلى الشابين وإن ارتكزت على الرياضة التي تشكل شغفهما المشترك. فلم يكن اختيارهما الدراجات الهوائية للتنقل عن طريق الصدفة، إذ هما يعتبران أنها «وسيلة لممارسة رياضة متكاملة تسمح لهما بالتنقل بشكل يحافظ على البيئة بعيداً عما تسببه وسائل النقل الأخرى من تلوث للهواء والطبيعة». بالإضافة الى ما توفره لهما من إمكانية الإحساس بكل ما يحيط بهما من عناصر طبيعية والاحتكاك بالأرض والتراب. ولعل الميزة الأساسية في ذلك هي إمكانية التعرف بالبلد بطريقة إنسانية عبر دخوله بتدرج والتعاطي مع أهله الذين غالباً ما يبادرون الى التعرف بـ«الزائرين» وبغاياتهما من الرحلة ويعرضون عليهما المساعدة وأحياناً النوم في منزل إحدى العائلات، ما يسمح للشابين بالتعرف ببعض عاداتهم وتقاليدهم وطريقة عيشهم عن قرب، على الرغم من تعرّضهما في بعض الأحيان للمخاطر، كحادثة رشقهما بالحجارة في رحلة الأردن العام الفائتمن جهة أخرى يسعى الشابان من خلال رحلتهما هذه الى الابتعاد عن الطريقة الكلاسيكية في القيام بسياحة ثقافية من خلال اختلاطهما بأهالي البلدات التي يحلّون فيها ضيوفاً من دون مساعدة أي دليل سياحي أو غيره.. إضافة إلى تجوالهما وزيارتهما للآثار والمتاحف، وهذه الناحية تعني بسّام بشكل خاص لكونه مهندساً معمارياً، وكذلك المعارض والمسارح بهدف الاطلاع على النشاطات الثقافية في البلد.. سواء الفولكلورية منها أو العصرية.. من دون أن تغفل كاميرا بول عن تسجيل كل تفاصيل الرحلة، إذ هو متخصص في التصوير والإنتاج.
الرحلة ستنطلق من الحازمية مقر سكن بسّام وبول نحو الشمال ثم طرطوس واللاذقية قبل دخول الحدود التركية وزيارة أولى مدنها أنطاكيا ثم أضنة، مرسين، أنطاليا حيث ستزرع شجرة الأرز وصولاً الى مرمريس نقطة النهاية.
والمهم بالنسبة إلى الشابين الاستعداد المعنوي الذي يساعدهما على تحمل المجهود الكبير المطلوب لإكمال الرحلة، والابتعاد عن نمط حياتهما اليومي، واتباع طريقة عيش غير مستقر وبأقل تكلفة ممكنة، من دون حجوزات مسبقة في الفنادق ما قد يضطرهما الى النوم «ملتحفين السماء»، مثلاً، إذا لم تتوافر لهما غرفة خالية أو مكان آمن لدراجتيهما التي غالباً ما تشاركهما مكان النوم.
بول وبسام يحملان سلاماً هذا العام من لبنان، وينقلانه إلى تركيا، وهما بمغامرتهما «السنوية» يبدوان مصرّين على كسر «القاعدة» القائلة بأن المغامرين و«الرحالة» العصريين هم من الدول الغربية.
نجاح رحلة الشابين واهتمام وسائل الإعلام بالترويج لها وبعرض صورهما، أمران قد يساهمان في دفع شباب لبنانيين إلى أن يحذوا حذوهما.