حقق «قص ولزق» رقماً قياسياً في زمن تصويره. استغرق عاماً كاملاً بسبب كثرة مشكلاته الإنتاجية، وعانى كغيره من مشكلة حجاب حنان ترك. فعندما تحجّبت حنان كان قد بقي لها أكثر من 20 مشهداً لم تصوّرها بعد. وعلى رغم أنّها اقتنعت باستكمال التصوير، إلا أن كثراً من المشاهدين والنقاد أحسوا بأن شبح توتر خيّم على مشاهد الحب والجنس في العمل. استخدمت المخرجة كل الحيل كي تصور مشهد تقبيل يوسف لجميلة، ومشهد ممارستهما الجنس في فراش الزوجية. إلا أن كلا المشهدين أثارا بعض الاستياء. في الأول، بدا واضحاً أن يوسف يتحرك مُخفياً جميلة بظهره دون أن يقبّلها حقاً، وأسهمت معرفة الجمهور بتحجب حنان في تأكيد ذلك الإحساس. أما في المشهد الثاني، فحيلة اللقطات المتتابعة للزوجين أثناء تحقيق كل منهما «أورغازمه» بدت مفتعلة كأنّ كلاً منهما صور مشهده في غرفة مستقلة. الأغرب أنّ ذلك انطبق أيضاً على المشهد الذي يقبل فيه سامي (فتحي عبد الوهاب) صديقة جميلة (مروة مهران).
لقد انتقل إلى المشاهد إحساس بأن الممثّلين الأربعة في تلك اللقطات لديهم شعور «بخطيئة» ما. وهو شعور أسهمت في تدعيمه حالة «ممنوع التقبيل» السائدة عند ما يعرف بالسينما النظيفة. فهل نجحت «الرقابة الذاتية» في اختراق الجميع؟ وعلى رغم قلة لقطات الحب وارتباكها في «قص ولزق»، فإن المخرجة لم تفلت من هجوم صحافي بات عادياً يتّهمها بوضع مشاهد جنسية غير ضرورية بهدف الترويج لفيلمها. وهو اتهام سقط على أي حال في ظل تدهور إيرادات الفيلم.