ليس بوجدرة حالةً استثنائيةً في المشهد الثقافي الجزائري. إنه ينتمي إلى «سلالة» عريقة متجذّرة في التربة المحليّة، وهو من المثقفين ذوي النفَس النقدي ــــ التحريضي الذين رافقوا بكتاباتهم ومواقفهم حركة التحرّر الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، ثم نضالات المعارضة الديموقراطية ضد نظام «الحزب الواحد»، بعد الاستقلال. وبين هؤلاء كاتب ياسين ومحمد ديب والطاهر جاعوط ورشيد ميموني في الأدب، وعبد الرحمن كاكي وعبد القادر علولة في المسرح.... هذا فضلاً عن رموز الأغنية السياسية التي برزت مطلع الثمانينات مع لوناس معطوب ورفاقه في الحركة الثقافية البربرية، ومع شباب جيل «الراي» الوهراني الأول.. وصولاً إلى جيل «الراب» الجديد. وكان طبيعياً أن ينخرط رشيد بوجدرة في هذا المعترك النضالي، هو الذي تعلّم الكتابة بالتزامن مع تعلّمه إطلاق النار ــــ كما يقول. إذ التحق عام 1959 بصفوف جيش التحرير الجزائري وكان لا يزال طالباً يسارياً في الـ18 من العمر. وليس مستغرباً أن يشوب الاستفزاز تصريحاته النارية في الكثير من الأحيان. ذلك أنّ «الكلمة» تشكّلت في وعيه ومخيلته منذ البداية كمرادف لطلقة الرصاص، أو... كامتداد لها!