يلتقي المخرج شربل كامل مع الكاتب أنطوان غندور مجدداً، لاستكمال سلسلة «ليلة القرار». وبعد الانتهاء من تصوير الثلاثية الأولى عن حكومة زحلة في عام 1918ومونتاجها، ها هو المخرج ينهي تصوير الثلاثية الثانية وهي عن «ليلة القرار» في حياة الرئيس اللبناني السابق بشارة الخوري، في قصر الأمير أمين في الشوف الأعلى. يعود العمل الذي تنتجه «فونيكس بيكتشر إنترناشونال» إلى عام 1952، ليسلّط الضوء على الأسباب والدوافع والظروف التي حتمت على الرئيس أن يستقيل. ويجمع نخبة من الممثلين منهم صبحي عيط بدور الرئيس الخوري، نقولا دانيال بدور فؤاد شهاب، فادي ابراهيم بدور حبيب أبو شهلا، إضافة إلى تقلا شمعون، آلان الزغبي، ريموند عازار وكمال أبو شقرا. لن تكتفي الثلاثية بتناول «ليلة القرار» وحدها، بل ستقدم قراءة للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كان يعيشها البلد يومذاك. ويشرح غندور «في آخر عهد الرئيس الخوري، اندلعت التظاهرات والإضرابات في عام 1951، واتفقت الأطراف السياسية والحزبية المتعارضة على مطلب واحد هو تنحي الرئيس». ويضيف غندور أن «المهرجان الذي أقامته المعارضة في منطقة دير القمر، بحضور كميل شمعون وكمال جنبلاط، وإميل البستاني وريمون اده، بيّن حقيقة موقف الرئيس الضعيف». ثم يؤكد أن «الثلاثية لن ترصد الواقع السياسي فحسب، بل ستتضمن قصة حب حقيقية بين حبيب أبو شهلا وسكرتيرة الملك فاروق، اللبنانية الأصل. وهي كانت قد قصدت لبنان حاملة رسالة من الملك فاروق إلى الرئيس، وذلك أثناء الثورة المصرية». يعود من خلال الثلاثية الممثل صبحي عيط الغائب عن الدراما منذ مسلسل «حصاد المواسم» للكاتب مروان نجار والمخرج فؤاد سليمان. ويقول: «خطابات الرئيس وجولاته على المناطق، أتذكرها في طفولتي، كذلك أذكر الإضرابات التي أقفلت الشوارع يومها. وهذه اللحظات أحاول استحضارها أثناء التصوير».
ويشير المخرج شربل كامل إلى أن هذه النوعية من الأعمال تتطلب دقة في تنفيذها سواء في اختيار كادر الصورة وحركة الكاميرا وحركة الممثل والثياب ونوعية الإضاءة، «لذا اخترنا موقع تصوير في قصر الأمير أمين في الشوف، حتى يبدو مشابهاً لقصر الرئيس في القنطاري».