فاطمة داوود
الموسم الأول من «ألبوم» شارف على نهايته. سهرة الوداع من بيروت، مع راشد الماجد ونانسي عجرم، بعد رحلة كلّفت 19 مليون دولار، وتركت لـ MBC أن تحقق أخيراً حلمها في منافسة LBC والآخرين. جولة على كواليس البرنامج... في انتظار لحظة الحسم

في الثالث عشر من نيسان (أبريل) الماضي، أطلقت MBCبرنامج «ألبوم ـ نجوم العرب»، في محاولة لركوب موجة «اكتشاف نجوم الغناء»، لمَ لا؟ فالمحطة السعودية تغبّ حصة كبيرة من السوق الإعلانية الخليجية، وعليها الاستفادة من هذه المادةالتلفزيونية التي درّت ذهباً على LBC و«المستقبل» و«روتانا»، عبر «ستار أكاديمي»، «سوبر ستار»، و«إكس فاكتور». حشدت الكثير من الوجوه المعروفة لإنجاح برنامجها: نانسي عجرم وراشد الماجد للقطات الترويجية، رزان المغربي لتقديم البرنامج والمشاركة في عشرات اللوحات الاستعراضية. ثم تأليف ثلاث لجان تحكيم تضمّ فنانين لبنانيين ومصريين وخليجيين معروفين منهم الكويتي يعقوب الخبيزي، اللبنانيان طارق أبو جودة وغادة شبير والمصري محمود خيامي...
كذلك خصصت MBC ميزانية ضخمة لحلقاتها (يتردد أنها 19 مليون دولار)، وقدمت سهرتي «برايم» في الأسبوع بدل الواحدة. وعلى رغم الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، استقبطت أبرز نجوم الغناء العرب (تقاضوا أجوراً ترواحت بين 25 ألف دولار أميركي و50 ألفاً). والأهم من كل ذلك أنها رفعت سقف التحدي عبر الانطلاق من حيث أخفق الآخرون: تقديم ألبوم غنائي، دفعة واحدة، لفريق كامل، لا لنجم فقط. إضافة إلى إدخال المشتركين في جوّ الساحة الفنية منذ اليوم، بعدما أسندت إلى بعض مديري الأعمال المعروفين في الساحة الغنائية، مهمّة الإشراف على كل فريق. كل ذلك تزامناً مع إطلاق شبكة «أم بي سي» لقناة شبابية «ونّاسة» بالتعاون مع المغني السعودي راشد الماجد، وإنشاء شركة إنتاج قريباً، ستدعم نجومها الجددمساء غد، تسدل MBC الستارة على النسخة الأولى من «ألبوم»، في حفلة تقام في بيروت، يحييها راشد الماجد ونانسي عجرم، وتحضرها وسائل الإعلام. هل نجح البرنامج في استقطاب الجمهور؟ وماذا عن سحب البساط من تحت أقدام القنوات الأخرى؟ وهل فعلاً تستحق الأصوات المتنافسة كل هذا العناء؟
يجمع بعض الصحافيين المتابعين للبرنامج على أن «ألبوم» نجح في تقديم توليفة مختلفة، لكنه أخفق في تحقيق الانتشار المرجو. قد يعود السبب إلى صيغته المعقّدة: ثلاث فرق تتنافس على اللقب. في سهرة الجمعة، تقدم كل مجموعة أغنية جديدة، إضافة إلى إعادة توزيع أغان قديمة. ثم تبدأ مرحلة تصويت الجمهور الأولى، ومدتها 24 ساعة، وذلك لحماية المجموعة المفضلة. أما في سهرة السبت، فيعلن عن اسم المجموعة التي صوّت الجمهور «لحمايتها»، إذ تمنح «حصانة» لمدة أسبوع. ثم تعمل المجموعتان الباقيتان على ترشيح «عضو» لمغادرة المجموعة، ليدخل «متسابقان» جديدان لمنافسة العضوين المرشحين للخروج. ثم يتنافس المتسابقون على الهواء، قبل أن يعود الجمهور إلى التصويت وتحديد المرشحين للخروج في سهرة الجمعة المقبلة...
لكن صيغة البرنامج لم تكن وحدها نقطة الضعف في «ألبوم». إذ انتقد بعضهم مستوى الأصوات المشاركة، وصعوبة التناغم بين أعضاء الفريق الواحد. وهذا ما تنفيه المطربة اللبنانية ومدرّبة الصوت في فريق شمال إفريقيا غادة شبير. هي تراهن على فوز فريقها، «لأنهم جميعاً يتمتعون بأصوات جيدة. في المقابل، لا تنفي تميّز باقي الفرق بأصوات جميلة أيضاً، مثل وليد الجيلاني في فريق الخليج، وأصيل هميم من المشرق العربي. لكن شبير تعوّل على الدعم الحقيقي للفريق الرابح، «وإلاّ فلا شيء يضمن استمراره مستقبلاً، لأن الجمهور العربي يفضّل العمل الفردي، أي النجم الواحدمع أيمن الذهبي كان الوضع مختلفاً: مدير أعمال الفنانة أصالة وزوجها السابق تحدّث عن معاناته في تأليف فريق المشرق العربي بصيغته الحالية، «بعد انطلاقة متعثّرة مع أصوات رديئة وسيئة للغاية». ويقول: «استغرق ذلك وقتاً طويلاً حتى نرفع من مستوى أداء المشتركين وحضورهم، والدليل أن صوت المشترك أصيل هميم هو الأفضل على الإطلاق بين الفرق الثلاث». ويوضح الذهبي أن هناك فرقاً شاسعاً بين إدارة أعمال فنان واحد، والاهتمام بفرقة من خمسة مشتركين، «فالجهد هنا يساوي خمسة أضعاف العمل مع فنان واحد، إلى جانب الاهتمام بالأغنيات والتسجيل والتعاطي مع الصحافة والجمهور».
أما الملحن الكويتي يعقوب الخبيزي، المشرف على فريق الخليج العربي، فقد أبدى ثقة كبيرة بفوز فريقه باللقب: «الأصوات بدأت تتألق بعد اختفاء ملحوظ لشعوري التوتر والخوف». لكنه لا يجزم بفوز الفريق، انطلاقاً من مقولة أن التصويت الكثيف لا يأتي إلا من الخليج، و«تجربة نجم ستار أكاديمي «محمد عطية» في مواجهة بشار الشطي مثال واضح». كذلك أكّد الخبيزي أن المشتركين من مصر والسودان والكويت والسعودية ولبنان، يحظون بنسب تصويت جيدة.
ولكن ماذا عن نسبة المشاهدة التي سجّلها البرنامج؟ يؤكد مصدر في المحطة أن إقبال الجمهور على البرنامج تفاوت بين منطقة وأخرى، وحلقة وأخرى. ويوضح: «الحلقة الماضية مع الفنانة نجوى كرم حققت أعلى نسبة إعلانات. وقد انتظرت المغنية اللبنانية في الكواليس نحو ربع ساعة نتيجة كثافة الإعلانات».
بقي أن نذكر أن الاعلانات لن تكون وحدها الربح في البرنامج: اللوحات الاستعراضية التي قدمت في الحلقات ستصبح مادة فنية دسمة، ستعرضها «أم بي سي» على قناتها الموسيقية الجديدة «ونّاسة» حصرياً، قبل أن تبيع حقوقها الى قنوات أخرى. أضف إلى ذلك الجولة الغنائية المرتقبة للفريق الرابح.
أخيراً ستختتم «أم بي سي» برنامجها بسهرة تعرض مباشرة على الهواء، يتنافس فيها مشتركون من الكويت والسعودية واليمن والبحرين (فريق الخليج العربي)، ولبنان والعراق والأردن (المشرق العربي)، ومصر والسودان والمغرب (شمال أفريقيا). وتعرض في السهرة «أوبرا» يشترك فيها عدد من أفراد لجنة التحكيم، تمثيلاً وغناءً.

غداً 21:30 على MBC