هذا الصيف أيضاً، ستفتقد خشبات ومسارح بيت الدين ومعابد بعلبك جمهور المهرجانات الدولية، والآمال كلها معلّقة على مهرجانات بيبلوس الدولية. إذ ستُعلن اللجنة المنظمة لها مطلع الأسبوع المقبل إن كانت هذه الدورة ستعقد أم لا وفق ما قال لـ«الأخبار» مسؤول البرمجة ناجي باز الذي لفت إلى أن هذا القرار سيرتبط بالطبع بالأوضاع الأمنية في لبنان. وثمة فنانون عالميون تم الاتفاق معهم لإحياء هذه الدورة «وهم مصرّون على المجيء وإحياء حفلات في بيبلوس، بينما يتردد آخرون في تأكيد حضورهم». أُلغيت إذاً دورة هذا الصيف من مهرجانات بيت الدين الدولية، وقد اتخذ قرار الإلغاء قبل مدة قصيرة، وفق ما قالت رئيسة لجنة المهرجانات نورا جنبلاط لـ«الأخبار»، وأضافت ان هذا القرار اتخذه فنانون كانوا مدعوّين إلى الدورة، واللجنة المنظمة للمهرجانات، وإن السبب الوحيد لذلك هو الأوضاع الأمنية المتردية.
أما في ما يتعلق بمهرجانات بعلبك، فإن العروض لن تُقدم في مدينة الشمس كما قالت عضو لجنة مهرجانات بعلبك الدولية مايا الحلبي. لكن هذا لا يعني أن هذه الدورة أُلغيت بشكل نهائي. فقد تُقام حفلة أو حفلتان (أو أكثر) في بيروت يحييها فنانون تُعلن أسماؤهم في وقت لاحق.
وقد لفتت حلبي إلى أن الموسيقار وقائد الأوركسترا الإيطالي ريكاردو موتي كان سيحيي حفلة في بعلبك في 22 تموز الجاري برفقة 300 عازف، وهو لن يأتي إلى لبنان هذا الصيف، لكنه سيحيي حفلة تنظمها إدارة مهرجان رافين الإيطالي وتشرف عليها أيضاً السفارة اللبنانية في إيطاليا. تُقام الحفلة في مقر رئاسة الجمهورية في روما وتُقدم تكريماً للبنان.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) قد نقلت عن وفاء صعب المتحدثة باسم مهرجان بيت الدين أن التظاهرة التي كانت مقررة لهذا العام «أُلغيت لأن الفرق الدولية رفضت المجيء الى لبنان» وأن «جمع آلاف المشاهدين وتأمين سلامتهم يثيران مشكلات في ظل المناخ الذي يسود البلاد»، وأضافت للوكالة «خسرنا الكثير من المال لأننا سددنا الدفعات الأولى سلفاً».
برنامج مهرجانات بيت الدين كان حافلاً بعروض فنانين لبنانيين وعرب كالمطربة ماجدة الرومي والمطرب العراقي كاظم الساهر والمغربية كريمة السُّقلي، وقد أُدرج في البرنامج عرض خاص للممثل اللبناني رفيق علي أحمد، وكان من المفترض أيضاً أن يُطل موتي في بيت الدين، وأن تُقدم حفلات جاز وأخرى للموسيقى اللاتينية، كما كان آلاف الشبان والشابات ينتظرون إطلالة المغنية الكولومبية من أصل لبناني شاكيرا في قصر بيت الدين، ولكن آمالهم خابت فالشقراء الجميلة هي أيضاً لن تغني في بلاد الأرز هذا العام. شكلت مهرجانات لبنان الدولية في السنوات الماضية متنفساً لعشاق الفن الراقي والعروض العالمية، وغيابها على مدى عامين سيفقد هذا البلد شيئاً من دوره الثقافي في العالم العربي... وكل الأمل أن يطل منظمو مهرجان بيبلوس على الجمهور قريباً ليعلنوا للبنانيين برنامجاً زاخراً بحفلات فنانين من العالم.
(الأخبار)