خالد صاغيّة
ذات صباح، استيقظ سعـادة السفير، فلـم يجد نفسه. كان ممدّداً داخل فراشه. لكنّه لم يكن هناك فعلاً. أراد أن ‏ينهض، فلم تسعفه رجلاه أو يداه. بدأ يقفـز حتّى وصل إلى المــرآة. فرك عينيه جيّداً، وسرعان ما علا الصراخ داخل الغرفة. حضر طاقم السفارة على الفور، وبدأت رحلة البحث عن سعادة السفير، من دون ‏جدوى. جلّ ما عُثر عليه ضفدع يبكي أمام المرآة.‏
كان لا بدّ من التسليم بالأمر الواقع. لعنةٌ ما حوّلت السفير إلى ضفدع، تماماً كما حدث سابقاً مع أحد الأمــراء، وفقاً للرواية الشهـــيــرة. بعد المداولات، قرّر موظّفو السفارة التصرّف وكأنّ شيئاً لم يكن. سعادة السفير سيبقى سعادة السفير، ضفدعاً كان أو فيلتماناً.
وصل الخبر إلى السرايا الحكوميّة. لم يصـــدّق «فؤاد المعتدل» أذنيه، فقرّر الصعود إلى عوكر على رأس وفد من ‏الوزراء للتأكّد بنفسه. استُقبل الوفد كالمعـــتـاد، وما إن دخلوا مكتب السفير، حتّى سُمع نقيق ‏ضفادع يتصاعد. فهتف الوزراء بصوت واحد: يا سعادة الضفدع، ما أجمل نقيــقك هذا الصباح.‏
ابتسم الضفدع، وبدأ ينطنط وراء مكتبه. فانحنى رئيس الوفد، وقال: شَرِّفني يا سعادة الضفدع، واقفز فوق ‏ظهري. تعال اكتب تقاريرك من هنا، ودَنْدِلْ رجليك على كتفيّ. أنت ضفدع قلبي يا «جيف». أنت ‏ضفدع حياتي يا «جيف». أنت ضفدع روحي. وسيبقى لبنان... وسيبقى لبنان... وسيبقى لبنان.