محمد عبد الرحمن
بعد خصام طويل بين الدراما المصرية والخليجية، اقتصر خلاله التعاون بين الطرفين على ظهور خجول لممثلين خليجيين في مسلسلات مصرية، أو مشاركة فنانين مصريين في مسلسلات خليجية (لدوافع كوميدية فقط)، بدأت القاعدة تتغير تدريجاً. هكذا سيشهد موسم رمضان المقبل، حضوراً لنجوم الخليج ومدنه في المشهد الدرامي المصري، وخصوصاً بعد دخول القنوات الخليجية بثقلها إلى ساحة إنتاج المسلسلات المحلية.
والبداية مع دبي: المدينة والقناة. إذ نجح تلفزيون «دبي» في جعل الإمارة جزءاً من أحداث مسلسل يسرا الجديد «قضية رأي عام». وفيما تتفرّغ الدكتورة عبلة التي تتعرض لمحاولة اغتصاب، لتنظيم حملات توعية تحذّر المجتمعات العربية من خطورة هذه الظاهرة، تقرر السفر إلى دبي، بصفتها إحدى أبرز مدن الخليج التي تسجل ارتفاعاً ملحوظاً في قضايا الاغتصاب. ويرى المنتجون الخليجيون والمصريون أن تقديم بعض المشاهد من دبي قد يسهم في جذب جمهور شبه الجزيرة العربية إلى هذه المسلسلات، بعدما ظلّ لسنوات مخلصاً للدراما المحلية. أضف إلى ذلك أن الجمهور المصري لن يستغرب ذلك، بعدما تعوّد انتقال كاميرا الدراما المصرية إلى الخارج، حتى وصلت إلى الصين مع محمد هنيدي. وهذا الأخير صوّر أكثر من نصف مشاهد فيلمه الجديد «عندليب الدقي» في دبي. وكانت الإمارة قد أحسنت قبل عامين استقبال عادل إمام، إذ أهدت فيلم «السفارة في العمارة» مشاهد جاهزة مصورة سينمائياً لمدينة دبي، قدّمت المدينة التي تعوّل على السياحة، بطريقة جذابة، لجمهور الزعيم.
وبالعودة إلى تلفزيون «دبي»، لن تكتفي المحطة بزيارة يسرا لمدينة دبي. في مسلسل «المصراوية»، وبما أن الأحداث ترصد تاريخ مصر قبل مئة عام، عمد المسؤولون في المحطة إلى إطلاق العمل من الإمارات، وتنظيم مؤتمر صحافي هناك.
أما نور الشريف فسيتوجه بعد أيام إلى الكويت. ولأن مسلسل «الدالي» يتحدث عن رجل فقير يصبح ثرياً ثم وزيراً، فلا مانع من تصوير بعض المشاهد في دولة خليجية حيث جنى الدالي ثروته.
الكويت أيضاً ستكون حاضرة في مسلسل «قصة الأمس». وفيما تسافر بطلته إلهام شاهين إلى العاصمة الكويتية للعمل لفترة، لم يكن غريباً أن يشارك تلفزيون الكويت في إنتاج المسلسل. وحتى لو رفض التلفزيون الكويتي المشاركة، كانت شاهين ذهبت إلى البحرين مثلاً وانتقلت الأحداث تلقائياً إلى هناك، وخصوصاً أن الجهات الإنتاجية تجهد للبحث عن أي وسيلة تضمن التسويق. غير أن التلفزيون الكويتي أجّل زيارة شاهين والمخرجة إنعام محمد علي إلى البلاد إلى ما بعد رمضان، حتى يتسنّى للممثلين الكويتيين المشغولين اليوم بتصوير المسلسلات، التفرّغ لمشاركتها في «قصة الأمس».
أما محمد صبحي فاعتمد على الممثلة السعودية أمل حسين التي ستظهر في دور سيدة خليجية تتزوج برجل الأعمال محروس قبل أن يفقد ثروته. وقد أسهمت مشاركة حسين في جذب اهتمام الصحافة السعودية إلى مسلسل «رجل غني فقير جداً»، وقد أوشك صبحي على إنهاء تصويره في القاهرة. يذكر أخيراً أن الممثل الكويتي داوود حسين سيكون أكثر المستفيدين من التصالح الفني بين الخليج ومصر، إذ شارك في بطولة مسلسل «المطعم»، وفيلمي «على جنب يا أسطى» و«عندليب الدقي» الذي يبدأ عرضه غداً الثلاثاء في مصر، علماً أنه لن يظهر مع هنيدي في دور رجل خليجي، بل... هندي!