كامل جابر
سنديانة شبعا تجاوز عمرها 500 أو 600 سنة، وتحولت بعض أغصانها إلى نحوت معلقة على الجذع الأم، المحاط بالصخر.
الداخل إلى سنديانة شبعا، كالوالج مغارة وارفة، تتكشف في قلبها أسرار الشجرة المعمرة العتيقة، إذ تتدلى من أعلاها ثريات ونوازل من جذور وعيدان؛ تمثّل للرائي لوحات ومنحوتات وتماثيل، دوَّرتها الشجرة بنفسها على مدى مئات السنين وصنعت روعتها؛ وكيف باستطاعة باحتها المطوقة بالأغصان الجانبية الضاربة في الأرض، استيعاب مئات البشر الذين لهم «أن يتسلقوها لو ابتغوا، أو الجلوس على أغصانها السميكة»؛ تقول حفيدة مالك الأرض حيث السنديانة حليمة حمدان، وتوضح أن أسعد فارس حمدان هو المالك الحالي للأرض، والسنديانة بالتالي، من حق أبنائه وكنائنه في استثمارها، في مشروع منتج.
جعلت بلدية شبعا من السنديانة العملاقة مَعلماً سياحياً من معالم البلدة، وسمّت الحي الجنوبي الشرقي باسمها، ونشرت لافتات تدلل إلى طريقها؛ «لذلك باتت مقصد السياح والقادمين إلى البلدة»، ويستغرب الزوار حجم الشجرة الضخم، فارتفاعها يصل إلى 15 متراً، وقطرها ليس أقل من ثلاثين. لذلك «قررت العائلة إقامة متنزه متواضع تحت السنديانة». ثمة غياب للرعاية عن السنديانة، التي عششت فيها بعض الحشرات، وراح اليباس يتسرب إلى أجزاء منها، خصوصاً الأطراف الهشّة الرقيقة. وتؤكد حليمة حمدان «أن الشجرة تحتاج إلى رش بالمبيدات اللازمة، قبل أن تنخرها الأمراض، لذلك نتمنى على البلدية أن تسهم معنا في تحصين السنديانة، إذ لا قدرة لنا أو إمكانات على الأمر، نظراً لضخامة الشجرة وارتفاعها واتساعها».