ليال حداد
ينظر كارل حبيب بمرح إلى رجله المكسورة ويعلق: «ما إن أتعافى سأعاود محاولة تسلق الحائط». يبدو أن كارل لم يتعلم من تجربته الأولى في تقليد سبايدرمان، فهو مصرّ على تكرار المغامرة: «المرة المقبلة سأنجح حتماً، إذا كان سبايدرمان يستطيع تسلق الحائط فأنا حتماً أستطيع».
يضحك كارل ورفاقه المتجمعون حوله على تعليقه. كارل الذي لا يتجاوز عمره سبع سنوات ينظر الى الرجل العنكبوت بصفته بطله أو مثاله الأعلى.
مـــــن هنا كانت محاولته لتـــــــقليــــــده في تسلــــــــق الجدران والأعمدة.
وقد تمكن كارل من إقناع اربعة من أصدقائه وجيرانه بمعاونته على تسلق الجدار المحاذي لمنزله في المنصورية، فكانت النتيجة أن سقط الأولاد الخمسة عن الجدار ما إن تسلقوه وأصيبوا بجروح خفيفة.
إلا أن كارل أصرّ على التسلق من جديد، فاستطاع أن يصل الى منتصف الحائط وسقط على رجله ويده، الأمر الذي ادى إلى كسر رجله وإصابته برضوض قوية في يده. من ناحية أخرى لا تظهر أي من علامات الندم على الرفاق الخمسة، فالكل مستعدّ لتكرار التجربة، وهذه المرة سيختارون جداراً آخر بعيداً عن حيهم لكيلا يراهم أحد ويخبر اهلهم بمغامراتهم.