جورج موسى
عندما وضعت حرب تموز أوزارها على الشاشة، كان بوسع الفضائيات اللبنانية، للمرة الأولى، أن تحتفل بانتصارها ـــــــ إعلامياً ــــــــ على إسرائيل... حتى لو اختلف التعاطي مع الحدث بين محطة وأخرى. وربّما اعتقد بعضهم بأن المشهد الفضائي العربي سيدشّن مرحلة جديدة من الصرامة المهنيّة والقدرة على التأثير. إلا أن خيبة الأمل كانت بالمرصاد! الإعلام المحلي الذي هزّ الرأي العام العالمي، حين نقل صورة مجزرة قانا الثانية، سرعان ما غاص في الرمال المتحركة للسياسة اللبنانيّة. والمراسلون الذي واجهوا قنابل الغزاة، دارت عليهم الأيام، فإذا بهم يتعرضون للاعتداء من مواطنين، لأنّهم يعملون في محطة لا يستأنس بها المعتدون... الإعلام اللبناني ربح حرب تموز، فهل تراه سيخسر كل المعارك اللاحقة؟