حوراء حوماني
هكذا قاومت «المنار» الظلام

خلال حرب تموز، اتّجهت جميع الأنظار صوب تلك الشاشة التي بقيت صامدة في وجه العدوان: كيف واصلت «المنار» بثّها في أقطار العالم على رغم الدمار الذي ألحقته بها إسرائيل؟ يومها، رأى محللون وخبراء أجانب أن «كل دقيقة بثّ إضافية لفضائية «المنار» هي انتصار للمهنة وللصحافيين، ومزيد من الهموم والمتاعب لإسرائيل».
اليوم، وبعد عام على الحرب، نعاود طرح السؤال على عبد الله قصير، المدير العام للمحطة: «من أين كنتم تبثّون؟». تتّسع ابتسامته، ويقول: «كنّا نبثّ من 15 مركزاً متباعداً. وعلى رغم صعوبة التنقّل، استطعنا الاستمرار بفضل مهنية الموظفين العالية». ويشير إلى أنّ التجربة أثبتت أنّ الإنسان هو محور أي عمل، «لذا، لم تكن المسألة تتعلق بتجهيزات أو تقنيات بقدر ما كانت تعتمد على إصرار الموظّفين على خوض التحدّي، على رغم تهجيرهم». واستهداف «المنار» لم يبدأ في تموز (يوليو) المنصرم، بل منذ أن أصبحت فضائية، ومنعت من البث عام 2003 على الأقمار الصناعية الأوروبية والأميركيةماذا عن وضعها اللوجستي والتقني اليوم؟ يجيب قصير: «المحطة تعيش في هذه الفترة مرحلة انتقالية. نحن بصدد تشييد مبنى جديد بمواصفات فنية عالية ومعايير عالمية/ بعدما تمّ شراء عقارات بالقرب من المقرّ الرئيسي المدمّر في منطقة حارة حريك». أما اليوم، فـ «المنار» تبثّ من مبنيين منفصلين: الأول للأخبار والبرامج السياسية في منطقة الصفير، والثاني للبرامج العامة في الأوزاعي.
وماذا عن البرامج؟ تبدأ المحطة اليوم دورة برامج خاصة بذكرى العدوان. ويعترف عبد الله قصير بأن «الهدف من وراء شبكة البرامج الجديدة هو استعادة حالات صمود المجاهدين والأهالي، والتضامن الشعبي معنا، ثم عودة الناس إلى قراهم والشروع بعملية إعادة الإعمار... الانتصار العسكري مثّل فاتحة لباقي الانتصارات الشعبية».
هكذا مثلاً سيطلّ عمرو ناصف في برنامج يمتد إلى 34 يوماً، بعنوان «أيام تموز». ويناقش موضوعات ذات طابع سياسي استراتيجي مثل: «عملية أسر الجنديين عشية بدء العدوان»، «قصف المنار وتحدي مواصلة البث»... إضافة الى عرض ما حدث في كل يوم من حرب تموز. كذلك تعيد القناة عند السادسة من مساء كل يوم جمعة، رسائل السيد حسن نصر الله التي بُثّت خلال الحرب.
على صعيد البرامج التوثيقية، تعرض المحطة في ثلاثين يوماً مجموعةً من الأفلام منها: سلسلة «موطني»، «رياح الشمال»، وثائقي عن «المفاجآت» المتتالية في حرب تموز من حزب الله من خلال مجموعة من المحللين الاستراتيجيين والعسكريين والسياسيين. إضافة إلى أفلام ترصد المجازر التي ارتكبتها إسرائيل. كذلك سيعرض وثائقي عن حرب تموز من داخل فلسطين المحتلة.