ما زال النقاش يتفاعل على نطاق واسع حول أداء قناة «العربيّة» الخميس الماضي، وحول الخلفيات السياسية لمواكبتها الذكرى الأولى للعدوان الاسرائيلي على لبنان. وقد تعاقبت ردود الفعل على الملاحظات التي ساقتها «الأخبار» في عددها الصادر أول من أمس، تعليقاً على طريقة التغطية وملابساتها.الجديد هو رد مراسل «العربيّة» في الأراضي المحتلّة عام ١٩٤٨. فقد كتب زميلنا زياد حلبي لـ «الأخبار»، موضحاً أن لا علاقة له بالحوار الذي بثته الفضائيّة السعوديّة مع الأسرى الثلاثة من «حزب الله» في السجون الإسرائيلية. وأكد الحلبي أنّه لم يلتق الأسرى، خلافاً للمعلومات التي أوردتها الزميلة شيرين الفايدي فوق هذه الصفحات، نقلاً عن مصادر من المحطة في دبي، ناسبةً إليه إجراء المقابلات المشار إليها.
يؤكد الحلبي: «لم أعرف بهذه المقابلات حتى تمّ بثها، وهي مقابلات أجراها طاقم تلفزة اسرائيلي، وحصلت «العربية» عليها». وأشار الحلبي إلى أنّه «منذ أيام الحرب، وأنا أردد بأن من خطفتهم اسرائيل ليسوا من مقاتلي حزب الله والمقاومة، علماً بأن الإسرائيليين قدموا العام الماضي شريط مقابلات للأشخاص ذاتهم. وبالتالي، أرفض أن يزجّ باسمي في هذا الموضوع، وكأنني أروج لسياسات اسرائيل». وأضاف: «حتى المقابلة التي أجريتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، وعرضتها «العربية» أخيراً، كنت قد رفضت إجراءها أيام الحرب، علماً بأنني تعرضت لمضايقات خلال اللقاء وبعده”.
يذكر أن «الأخبار» تناولت في المقالة عدداً من النقاط التي أثارتها «العربية» خلال تغطيتها لذكرى الحرب: من الغموض الذي اكتنف مقابلات الأسرى، إلى تقديم شريط تضمن مقاطع مجتزأة من تصريحات للسيد حسن نصر الله من دون ذكر مناسباتها، لإظهار «تناقضات» في خطاب الأمين العام لحزب الله، وصولاً إلى عرض وثائقي «السماء أينما تشاء» الذي صوّر الضاحية الجنوبية في بيروت على أنها بؤرة للفوضى والتخلف. وكان قد تعذر علينا الحصول، يوم الجمعة الماضي، على تصريح من المحطة السعوديّة، يوضح بعض المسائل، خصوصاً في ما يتعلق بتقرير الأسرى، وسبب عدم اعلان «العربية» عن اسم الصحافي الذي أجرى المقابلات... وسبب إغفال التفاصيل التي أحاطت بظروف الحصول عليها. وقد حاولنا مجدداً مساء أمس، بعد رسالة الحلبي، لكن موقف المحطة لم يتغيّر: «لا تعليق! لأن «العربية» ترفض أن تبدو طرفاً سياسياً في الموضوع».
سلوك «العربية» إذاً ــــ لمن يهمّه الأمر ــــ مهني بحت، وتقني ومحايد، ولا علاقة له بأي موقف سياسي!