محمد عبد الرحمن
بعد فيلم «ليلة سقوط بغداد»، ومسلسل «عباس الأبيض في اليوم الأسود»، جاء اليوم دور مسلسل «أولاد الليل» لينطلق من الحرب الأميركية على العراق وسقوط نظام صدام حسين. وإذا كان الفيلم اعتمد بشكل أساسي على أثر حادثة سقوط بغداد في نفوس المصريين، فإن «عباس الأبيض» ليحيى الفخراني، انطلق من عودة رجل مصري إلى القاهرة بعد سجنه في العراق طوال عشرين عاماً، وخروجه من السجن إثر دخول جيش الاحتلال إلى العراق. لكن «أولاد الليل» اتخذ موقفاً وسطياً بين الفيلم والمسلسل المذكور: تبدأ الحلقة الأولى من المسلسل الذي تدور أحداثه في مدينة بور سعيد، بمشهد سقوط بغداد يوم 9 نيسان (أبريل) 2003، وما تلا ذلك من انتشار للعنف في العراق، ما ينعكس على حياة أبطال المسلسل بشكل غير مباشر، إذ يسعى العمل إلى تأكيد أن انتشار العنف السياسي في بلدان عربية محددة، أدى إلى انتشار ظاهرة العنف الإنساني والاجتماعي في مجتمعات العالم العربي.
لكن الخط العراقي في «أولاد الليل» لن يتوقف عند هذا الحد، فهناك خط آخر مرتبط بوصول تمثال من متحف بغداد الذي نُهب بعد الغزو مباشرة، إلى فتحي أبو المكارم (جمال سليمان). هكذا سيتطرّق تاجر التحف المعروف في بور سعيد إلى موضوع ظاهرة سرقة متحف بغداد، وتهريب الآثار منه. وعلى رغم الهمّ السياسي الحاضر بقوة في الأحداث، يؤكد المنتج أحمد الجابري أن المُشاهد لن يشعر أبداً أنه أمام عمل سياسي صرف، فالمسلسل يحاول إظهار كيفية تغلغل الأحداث السياسية في حياة البسطاء من دون أن يشعروا هم بذلك.
وخلال أيام ستعود أسرة المسلسل من بور سعيد حيث تقيم منذ شهرين تقريباً، لاستكمال تصوير بعض المشاهد الداخلية في القاهرة حتى يصبح العمل جاهزاً للعرض على قناة «أبو ظبي» في أول أيام شهر رمضان المقبل. «أولاد الليل»، قصة ماهر جلو، سيناريو وحوار محمد سليمان، وبطولة جمال سليمان وغادة عبد الرازق، وإخراج رشا شربتجي.