إنها دبي، المدينة الساحرة التي تحتضن آلاف الشبان الطامحين لحياة مستقرة وناجحة. هذا هو عنوان الدراما الخليجية الجديدة «بنت النور» (تأليف سوسن القابسي وإخراج سامر البرقاوي). يجمع المسلسل ممثلين من دول عربية عدة والهند وباكستان وأميركا، وينتجه تلفزيون «دبي» لعرضه في رمضان المقبل. في السنوات الأخيرة، نجحت مسلسلات شبه الجزيرة العربية في فرض حضورها على خريطة الدراما العربية. وبما أن تلفزيون «دبي» يسعى جاهداً لإنتاج أبرز المسلسلات العربية، ما سيحوّله إلى شركة إنتاج بحدّ ذاتها قريباً، قرر هذه المرة أن يسوّق للمدينة التي يحمل اسمها. وضع موازنة ضخمة، مكّنته من دعوة عدد من النجوم العرب: منى واصف ومرح جبر وعبد الهادي الصباغ وغيرعم من دمشق، وبولين حداد وبيار داغر وسميرة بارودي من لبنان، والتفات عزيز ومحمود أبو العباس من العراق، وأحمد شاكر ورامز جلال وحنان مطاوع من مصر، وهشام بهلول من المغرب، ولارا الصفدي وعاكف نجم من الأردن، ومارغو حداد من فلسطين. وجمعتهم مع نجوم من الإمارات مثل عبد الرحمن الزرعوني، هيفاء حسن، عبد الله بن حيدر، سميرة أحمد، حبيب غلوم، حسن يوسف، مروان عبد الله... على أن يقدموا جميعاً قصصاً عن شباب غادر بلاده بعدما أحبطته قلة فرص العمل، وتقاليد المجتمع، والفوضى والفساد، وهرب إلى دبي، أرض الأحلام!
وتقول الجهة المنتجة إن مدينة الإنتاج الإعلامي في الإمارة، قدمت هذا العمل في إطار سعيها نحو استقطاب الدراما العربية إلى دبي وتحويل المدينة إلى مركز للإنتاج الدرامي حيث لا يواجه المنتجون عوائق مادية. ويشير تلفزيون «دبي» إلى أن هدف العمل يكمن من جهة في تسليط الضوء على الصعاب التي تواجه الناس في الغربة، لكنه في المقابل يظهر أن دبي التي تجمع تحت سمائها عشرات الجنسيات والثقافات والديانات، وفّرت لهم بفضل الأمن والأمان، فرصة العيش بهناء وتآلف... لكن السؤال المطروح هو: هل سيجرؤ صنّاع المسلسل، عبر تصوير «متعة العيش» في دبي، على طرق باب المشاكل الاجتماعية الناتجة من هذا التمازج؟ إذا كان الجواب لا، فسيخسر المسلسل الكثير من واقعيته وصدقيته.