علي يزبك
لم ترزق راغدة ش طفلاً بعد مرور سنوات على زواجها، وقد لجأت إلى اشهر الاطباء في مجال العقم.
كادت السيدة الثلاثينية التي تعيش في بعلبك أن تفقد الأمل، إلى أن طرقت بابها «عالمة روحانية»، قالت إنها قادرة على «صنع المعجزات وطرد الأرواح الشريرة وفك المكتوب»، وروت أيضاً أنها «ساعدت عشرات النساء على أن يصبحن أمهات بعد سنين من العذاب».
حين وصلت هذه السيدة كانت راغدة وحدها في المنزل الذي يقع في الطرف الشمالي للمدينة، وقد أمضت برفقتها وقتاً طويلاً لتشرح لها «الوصفة» السحرية التي تقتضي باختصار، أن تجهّز راغدة كل مجوهراتها بعد لفها بقماشة بيضاء عليها قطعة من العجين المخلوط بالبخور وعدد من المستحضرات، وطلبت من راغدة أن تربط هذه القماشة بجسدها وأن تضعها تحت ظهرها لتستلقي عليها ست ساعات متواصلة «وهو ما سيدفع الروح الشريرة إلى الهروب فيتحقق الحمل بعدها».
ترددت راغدة في تنفيذ الوصفة إلى أن استماتت «العالمة الروحانية» في إقناعها وأكدت لها أنها لن تأخذ منها سوى اجرة الطريق الى بيروت أي عشرة آلاف ليرة لبنانية.
جلست راغدة في الفراش بعدما ودّعت زائرتها دون حراك، ولما عاد الزوج من عمله بعد الظهر، روت له ما قالته «العالمة» فاستشاط غضباً وطلب منها النهوض وفك الرباط ليتبيّن أن المجوهرات قد اختفت تماماً واستبدلت بصحن يحتوي اعقاب السجائر.
هكذا خسرت راغدة مصاغها الذهبي وقيمته قرابة عشرة آلاف دولار، كذلك «خسرت حلمها بإنجاب طفل» كما تقول، والأسوأ في الأمر أن زوجها طلقها بعد هذه الحادثة.
أما في ما يخص «العالمة» فقد اختفت تماماً من المدينة.
يلاحظ أن الحديث عن «نصابين» يدّعون معرفة الغيب يكثر في الآونة الأخيرة وقد طوّروا «فنونهم».