بيار أبي صعب
أول الحكاية مبادرة وطنيّة مميّزة، وآخرها مهزلة مضحكة ـــــ مبكية أخرجها شخص مجهول بمهارة أكيدة!
السينمائيّة اللبنانية كارول منصور قررت أن تحتفي بذكرى حرب تموز على طريقتها، بصفتها فنانةً ومواطنة. لقد أطلقت مع الموسيقي غازي عبد الباقي، شريكها في «فوروارد برودكشنز»، مبادرة غير مألوفة في التقاليد الثقافية اللبنانية، هي إرسال نسخة من فيلمها الأخير «حرب الـ 34 يوماً» إلى نواب لبنان ووزرائه وممثلي السلك الدبلوماسي فيه. والفيلم الذي سبق أن تناولته «الأخبار»، يسلّط الضوء على بشاعة العدوان الاسرائيلي وهمجيته النادرة، من خلال صور صادمة، وشهادات موجعة، سُجّلت الصيف الماضي، في الجنوب والضاحية، بين مجزرة وغارتين.
الخطوة كان الهدف منها المساهمة في «إنعاش الذاكرة الوطنية»، حسب كارول منصور التي عهدت الى شركة خاصة مهمّة نسخ الوثائقي وتعليبه. لكن يبدو أن يداً خفية تلاعبت بمحتويات الطرود. وبدلاً من الشريط الذي يعرض تضحيات الشعب اللبناني وجراحه، إذا ببعض المرسل إليهم يتسلّمون مكانه... فيلماً إباحياً! لم تتأخر رائحة الفضيحة طبعاً، وسارعت «فوروارد برودكشنز» إلى توزيع بيان تحمّل فيه شركة النسخ والتعليب (من دون أن تذكر اسمها) «المسؤولية الكاملة عن محتويات الاقراص المدمجة المرسلة».
وأصرّت المخرجة على حجب اسم الشركة التي تحمّلها المسؤولية القانونية عن هذا «المقلب» اللئيم! كما تميل منصور إلى اعتبار ما حدث خطأ تقنياً سببه الإهمال... فيما يطرح كثيرون علامات استفهام حول هذه المصادفة الغريبة التي كانت نتيجتها الاساءة إلى فيلم يفضح الهمجية الاسرائيلية، وتشويه مبادرة تهدف إلى التذكير بأهوال العدوان على لبنان!