بيار أبي صعب
فنانون فلسطينيون من الأراضي المحتلة عام 1948، يطلعون عليـــــنا في ذكرى حرب تموز، بأغنية عنوانها «كاتيوشا»، هي وريثة السخرية العريقة التي يتميّز بها جزء أساسي من الإبداع الفلسطيــــني في الداخل: من أدب إميل حبيبي إلى سينما إيليا سليمان. «كنت قاعد على الصوفة/ بتفرّج عَ التلفزيون/ قالوا تنين جنود انخطفوا/ التالت سحبوه من كم يوم...». كتب الكلمات الصحافي والسينمائي رازي نجّار على لحن معروف («سوزانا»). وانضم إليه الفنانان عامر حليحل ولنا زريق، بمشاركة مجموعة من المسرحيين الشباب: أيمن نحاس، ربى بلال، حنا شماس. «آلو، وينك ماما حبيبي، رح يقصفوا حيفا، وما بعد حيفا، وما بعد بعد حيفا.. قوم، إطلع عَ الناصرة، عَ رام الله، عَ بيت لحم، عَ بلاد الأمان!». ويردّد الكورس: «كاتيوشا، كاتيوشا، كاتيوشا... صيفيّة من الأحلام».
أهلنا في فلسطين التاريخيّة، عاش بعضهم الصيف الماضي، في رعب تلك الصواريخ التي أطلقتها المقاومة في مواجهة الغزاة. يومها كتب علاء حليحل، من عكا، رسالة تضامن مع اللبنانيين المحاصرين، نشرت في «الأخبار» (15/9): «هكذا نحن الفلسطينيين الباقين في وطننا، ننقسم في كل حرب بين العرب وإسرائيل، بين ذاتنا المحلية التابعة للحرب، وبين ذاتنا العربية الشاملة، المتتبعة للحرب». لم يبق لرأب الصدع إذاً سوى الفنّ. والسخرية أيضاً.
www.horria.org/zzzzzkatyousha.htm