تردد أبو خالد ق. قليلاً قبل أن يتخذ قراره. كانت الفتاة تغرق أمام عينيه، ومنقذها يحتاج لمن ينقذه. أطفأ سيجارته، وخلع ثيابه وألقى بنفسه في مياه البحر يصارع تياراً جارفاً.بدا المشهد غريباً عند شاطئ مدينة صيدا. رجل في السبعين من عمره يحاول جّر فتاة في الثانية عشرة من عمرها يسحبها التيار بعيداً عن أهلها الذين يولولون ويستغيثون. وبعدما نجح في انتشالها عاد من جديد لينقذ من يفترض أنه مكلف بإنقاذها.
خرج الثلاثة من الماء سالمين ولكن منهكين. وهرع الأهل ورواد الشاطئ للاطمئنان على الفتاة وشكر الرجل العجوز على «همّته العالية» رغم تقدمه في السن. ثم لبس المنقذ ثيابه يغادر المكان بسرعة.
منذ افتتاح موسم الصيف لهذا العام في المنتجعات السياحية، تتربع مجموعة من الشبان على منصات الإنقاذ المنتشرة على شاطئ المسبح الشعبي لمدينة صيدا، يلبسون ثياباً بألوان فوسفورية مكتوباً عليها «إنقاذ بلدية صيدا».
الرجل العجوز قد لا يحضر يومياً إلى الشاطئ، وعشاق السباحة حائرون وخائفون بعد وقوع أكثر من ثلاث حالات هذا الموسم في بحر صيدا، ويتساءلون من يختار المسؤولين عن إنقاذ حياة الناس؟
(الأخبار)