جاءت فكرة العواصم الثقافية من المؤتمر العالمي حول السياسات الثقافية الذي أقامته الأمم المتحدة في المكسيك عام 1982، والذي أُقرّ فيه برنامج «العقد العالمي للتنمية الثقافية» (1988-1997) الذي يركّز في فلسفته على ضرورة إجراء حوار ثقافي بين الشعوب، يحترم مقومات الهوية الثقافية الوطنية ويراعي التنوع بين الحضارات على أساس وحدة القيم الجوهرية البشرية. ومن أبرز ثمار هذا العقد تبني «برنامج العواصم الثقافية الإقليمية» خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للعقد العالمي للتنمية الثقافية في دورتها الرابعة في باريس عام 1994. وفي عام 1995 تبنت المجموعة العربية في منظمة الأونيسكو مشروع إطلاق عاصمة ثقافية عربية بدءاً من القاهرة (1996) مروراً بتونس (1997)، الشارقة (1998)، بيروت (1999)، الرياض (2000)، الكويت (2001)، عمان (2002)، الرباط (2003)، صنعاء (2004)، الخرطوم (2005)، مسقط (2006)، الجزائر (2007)، وصولاً إلى دمشق في عام 2008، فالقدس عام 2009، علماً أن بغداد اعتذرت بسبب ظروف العراق. وترى حنان قصاب حسن أنّ احتفال دمشق بالثقافة هو «عيد لأهل دمشق ولضيوفها، ولن تنحصر النشاطات الثقافية في العاصمة وحدها، بل ستمتد إلى مختلف المدن السورية، وإلى مختلف شرائح المجتمع، لتقديم صورة تليق بدمشق وتاريخها وهويتها الوطنية عبر فنون العرض الحي في الدرجة الأولى، بما يحقق أحد عناوين الاحتفالية «دمشق تتوحد، دمشق تشع». رهان قد يبدو صعباً لكنّ حنان قصاب حسن تبدو متفائلة بوجود أرضية صلبة لإطلاق هذا المشروع.