راجانا حمية
تجتاح دنيا رغبة في العودة إلى «هناك»، إلى «اللحظات الجميلة واللعب في الأزقة والبكاء عندما كانت تُسلب أو تؤخذ منّا أية لعبة من الألعاب الكثيرة».
دنيا، ابنة الـ25 ربيعاً لجأت إلى الشبكة الإلكترونية كي تتذكّر تفاصيل «ممزّقة» من «الحياة الجميلة» التي عاشتها في طفولتها حين «كنا نغضب وننهال على ابن الجيران بالضرب، ويتدخل الأهل لفض الاشتباك، وكل يحذّر ابنه من عدم اللعب مع الآخر، لكن يا للعجب! في اليوم التالي نرى أنك اشتقت إلى ابن الجيران مثلما اشتاق هو إليك أكثر من قبل». تتذكّر كلّ هذا، وتتذكّر أيضاً «شرشبيل ونيلز والقبطان»، تشتاق دنيا لاستعادة بعض أدوار الطفولة «متقطّعة» التي عاشتها بعد «حدوث الطلاق» بين والديها. كتبت دنيا ذكرياتها تحت عنوان «القلم الحائر»، كتبت عن «الكنبة التي كنّا نركض إليها عند السادسة مساءً لنتابع جولة السلاحف، ومن ثمّ غريندايزر و... و...». دنيا، صاحبة القلم الحائر، ليست الوحيدة التي يسكنها هاجس العودة إلى الطفولة، فمن منّا لا يحتاج إلى أن «يُسنفر» بحياته في بعض الأوقات من الظروف التي تعيشها البلاد؟ ألم يكن الكاتب والقاص السوري زكريا تامر محقّاً في هذه العودة في قصّته القصيرة «القنفذ»؟
«بائعة الكستناء» قررت أن «تتذكر الطفولة بقصيدة كرتونية» في منتدى «شباب لك». عاشت فيها بائعة الكستناء الطفولة بتفاصيلها المملّة وشخصيّاتها جميعاً بدءاً من «شرشبيل» مروراً بـ«زينة ونحّول» وصولاً إلى «ساسوكي ونيلز وغريندايزر» و... و... لم تنس أحداً ولن تنسى أحداً، «لأنّنا لا ننسى من نشتاق إليه»، هكذا تقول، وهكذا كان كل بيتٍ من قصيدتها يذكّر بأحد «أبطال الطفولة». وممّا كتبته بائعة الكستناء: بدأت وإن بدأت فلن أطيلا وهل تخشى السنافر شرشبيلا
سنانٌ ما رأى زعبور إلا رأى شراً بمقلته وبيلا
إذا ما السندباد نوى مكوثاً تجدد عزمه فنوى الرحيلا
ولينا لازمت عدنان حتى زعيم الظلم أردوه قتيلا
ونعمان بشهرته غبيٌّ فقد رسم المثلث مستطيلا
غريندايزر متى انطلقت حروبٌ سيرجع ظافراً يقصي الذليلا
وببّاي الذي يضحي ويمسي على أكل السبانخ قد أحيلا
وأبطال الفضاء لهم جهازٌ يزيل التلوث جيلاً فجيلا
وساسوكي يدافع في ثباتٍ وكان يحب بلدته أصيلا
وماجد ذلك الهداف حقاً فريق المجد ما وجد المثيلا
عرفت «بائعة الكستناء» كيف تستعيد أبناء جيلها إلى عالمها الذي ما عاد حكراً عليها، بعدما اقتحمه كثيرون ممّن يشعرون بحاجتهم إلى «شرشبيل». وكثيرون تشجّعوا ببائعة الكستناء وكتبوا عن «هيديك الأيّام، اللي كان أكبر همّ فيها كيف نوفّق بين السنافر ووجبة الأكل». ومن المواقع التي تأخذ الشباب إلى طفولاتهم:

www.shabablek.com
www.mexat.com
www.barabeta.com