في حلولها الموقّت مكان صديقتها هالة سرحان في برنامج «السينما والناس» على قناة «روتانا سينما»، لم تنتبه إيناس الدغيدي إلى الاختلاف بين الشاشة الصغيرة والسينما. فعلى مدى حلقات ثلاث عرضت أخيراً واستضافت خلالها الممثلة ميرفت أمين للتحدث عن عملها السينمائي «مرجان أحمد مرجان» الذي جمعها مع عادل إمام، لم تنفك الدغيدي تحرّض ضيفتها ـــ إيحاءً وصراحة ـــ على تبنّي مواقف عدائية تجاه الرجال (أحدهم حسين فهمي، زوج ميرفت أمين السابق). وعندما لم تفلح في ذلك بسبب شخصية أمين «الجوانية»، لم تتوانَ عن إطلاق المواقف بنفسها كما لو كانت على كرسي الضيف، لا المحاور. وبما أنّها عبّرت أكثر من مرة خلال الحلقات، عن «ورطة المذيعة التي لا تُحسد عليها»، هربت الدغيدي إلى الأمام بدلاً من الانكفاء قليلاً. بل لم تستطع في سياقات عديدة من محاورتها لأمين، أن تكبح «رغبتها» المتفاقمة في قتل صورة الرجل كما تفعل في أفلامها (هي غالباً تمجّد صورة الرجل الساكن والعطوف كامرأة في مقابل تدمير صورة الرجل الذي يجسد السلطة وأحياناً القسوة). ففي اللقاء، تكررت سخريتها من الرجل والطريقة التي يتعامل فيها مع المرأة في مجتمعنا العربي. إنه نوع آخر من فيض الالتزام الذي يحمل شوائب العنصرية.
وحدها ميرفت أمين، في غيابها وحضورها الأنيقين ربما، وذكاء لا تضطر إلى التباهي باستعراضه، تعرف أكثر من مجايليها من المبدعات اللواتي حضرن في الأيام القليلة الماضية إلى بيوتنا، أنّ التزام المبدع الحقيقي هو تجاه إبداعه أولاً وامتلاك قلوب الجمهور ثانية. التزام لا يحتاج إلى كثير من الكلام، وخصوصاً إن كان الصمت دواءً... لشبهة العنصرية!