بيار أبي صعب
أهل البزنس لا يحبّون المقاومة. كان هذا أحد التفسيرات التي اقترحها الصديق والفنان السعودي فيصل سمرا قبل أيام، خلال جلسة أنس رحنا نبحث فيها عن سرّ انفضاض عدد من أصدقائنا المشتركين، ممن يدورون في فلك الثقافة الطليعية في لبنان، عن حركة الالتفاف الطبيعية حول مقاومة المشروع الأميركي ــــ الإسرائيلي في المنطقة. وضحكنا من هذه المقاربة الاختزالية طبعاً، علماً بأنها لا تخلو من الصحّة في حالات كثيرة. بعد ذلك تصوّرت حرباً أهليّة من نوع جديد في لبنان، حرباً افتراضية، غير منظورة، تقسم الشعب إلى معسكرين متناحرين: أنصار البزنس ضدّ أنصار المقاومة!
أما «مهرجان بيبلوس» الذي ينطلق هذا المساء، فيصالح البزنس والمقاومة. الأخ الأصغر لمهرجانات الصيف الدولية في لبنان، تمسّك ببرنامجه، أو ما أمكن إنقاذه من هذا البرنامج، فيما انسحب الآخرون. وهذا القرار الشجاع، له إيجابيّات أكيدة من الناحية الاقتصادية، على المهرجان والعاملين فيه، والمدينة العريقة التي تحتضنه. لكن عائداته معنويّة أيضاً. قرار الإبقاء على الموعد، فعل «مقاومة» بكل معنى الكلمة، على طريقة «زنوبيا»/ كارول سماحة، نجمة المهرجان الرحبانيّة. إنّه رفض للتخاذل، والخضوع للأمر الواقع، وموت الروح. دعوة حقيقية إلى الاحتفال بالحياة. والمقاومة، كما نعرف، تكون ثقافيّة أو لا تكون.
اذهبوا جميعاً إلى «بيبلوس»، كونوا في خندق المقاومة... من دون أن تغضبوا أهل البزنس!