توفّي الممثل الفرنسي ميشال سيرو أول من أمس عن 79 عاماً بعد حياة فنية برع خلالها في أداء الأدوار الكوميدية وكان أبرزها «قفص المجنونات». هذا الممثل الذي تميّز بطبعه الاستفزازي والصريح كان يردّد دوماً بأنّ همّه الأساسي عدم إضجار المشاهد. ولهذا السبب قد يُعدّ سيرو من أكثر الممثلين الفرنسيين الذين نوّعوا في أدوارهم من شخصية المثلي «زازا» الهزلية في «قفص المجنونات» إلى أدواره الأخرى كقاتل ومغتصب في «الحارس».
وبعدما أدى العديد من الأدوار الثانوية، جاءته الشهرة عام 1978 عندما حقّق نجاحاً استثنائياً في «قفص المجنونات» للمخرج ادوار مولينارو مستقطباً أكثر من خمسة ملايين مشاهد. هكذا، نال سيرو جائزة سيزار عن دوره في العمل عام 1979 لتكر السبحة وينال جائزتين أخريين عن دوره في «موقوف رهن التحقيق» للمخرج كلود ميللر (1982) و«نيللي والسيد آرنو» لكلود سوتي (1996).
خلال مساره السينمائي الذي استمر أكثر من نصف قرن، شارك سيرو في 135 فيلماً طويلاً وفي العديد من الأفلام التلفزيونية، كما عمل تحت إدارة كبار المخرجين أمثال كلوزو وشابرول وموكي، واوديار، وزيدي، وكاسوفيتز.
ولد سيرو في 24 كانون الثاني (يناير) 1928 في برونوا في كنف عائلة متواضعة وملتزمة مسيحياً، وكان يريد أن يصبح كاهناً، إلا أنّه اختار عالم الاستعراض بعد حيرة طويلة.
بدأ حياته الفنية عام 1948 في فرقة روبير ديري الكوميدية «برانكينيول»، عمل ممثلاً مسرحياً قبل انتقاله إلى التمثيل في الكاباريهات الباريسية، حيث التقى جان بواريه (توفي عام 1992) كاتب «قفص المجنونات» لينتقل عام 1954 إلى العمل في الأفلام السينمائية. وكان أوّل ظهور له على الشاشة الكبيرة عام 1954 في فيلم
Ah Les Belles Bacchantes للمخرج جان لوبينياك.
أدى سيرو خلال عشرين عاماً كمّاً من الأدوار وكان يصف مشاركته في العديد من الأفلام الفاشلة بأنّها «تمارين فنية».
وفي نهاية السبعينيات، بدأ يظهر في أدوار درامية مثل «موقوف رهن التحقيق» لكلود ميلر عام 1981 الذي جعله يفوز بثاني جائزة سيزار و«لا نموت سوى مرتين» للمخرج جاك ديري عام 1985.
وبعد دور «زازا»، كانت له أدوار أخرى لافتة في عدد من الأفلام منها «الطبيب بوتيو» للمخرج كريستيان دو شالونج عام 1989.
تابع العمل المسرحي فلقي نجاحاً كبيراً في مسرحية «البخيل» عام 1986 ومسرحية «نـــوك» عــــام 1992. صدرت له ثلاثة كتب هي عبارة عن مذكرات بعنوان «الصرخة والجزرة» (1996) و«هل قلتم ميشال سيرو؟» (2001) و«هفوات» (2004).