خالد صاغية
بات السُعار الطائفيّ الوقح سيّد المتن.
تدور رحى المعركة والخطابات حول إثبات طائفيّة المرشّح. بات همّ التيّار «العلماني» أن يثبت أنّه الأكثر طائفيّة، فيما تستدعي الكتائب بزهوٍ تاريخ مجازرها، وتنبري القوّات اللبنانية لمساندة حزبها الأمّ، متسائلة: ألسنا طائفيّين بما فيه الكفاية؟ أمّا البطريرك، فلا يرى في الانتخابات نفعاً. تدمع عيناه لدى رؤيته «أبناءه» منقسمين، فيما الطوائف الأخرى تزداد بأساً.
يحدث ذلك في الدائرة التي يتوقّع المرء أن تكون الأكثر تفلّتاً من ثقل الجماعات، والأكثر تسامحاً مع الفرد لدى ممارسته فرديّته في حياته الاجتماعيّة، كما السياسيّة.
لكنّ السُعار الذي لا تسهم أحوال الجوّ إلّا في تأجيجه، لا يعترف بكلّ ذلك. فيصبح عيب المرشّحين في تحالف حزبهم أو تيّارهم مع أحزاب من طوائف أخرى. هكذا يُعيَّر التيّار الوطني الحرّ بوثيقة التفاهم مع الحزب الشيعيّ الأكبر، فيما يُعيَّر مسيحيّو 14 آذار بتحالفهم مع الطرف السنّي الأقوى.
وإذا كان الجنرال عون قد امتلك شجاعة الدفاع عن تفاهمه مع حزب الله أمس، فإنّ الفريق الآخر بدا حريصاً على تغييب شريكه المسلم عن هذه المعركة، كما لو أنّه يهرب من وباء أو وصمة عار. هكذا حدّد سمير جعجع شعار المعركة بـ«لبّيك جبران، لبّيك جورج، لبّيك سمير، لبّيك بيار»، وكأنّ ذكر رفيق الحريري ووليد عيدو محرج في هذه اللحظات، وكأنّ أحداً أذِنَ لقائد الميليشيا المسيحيّة أن يدنّس ذكرى جورج حاوي وسمير قصير، ويعيدهما إلى حظيرة الطوائف.