strong>فاطمة داوود
لم توفّر محطة «روتانا» جهداً أو وسيلة إلا وجنّدتها لإنجاح برنامج «إكس فاكتور ـــــ إكسير النجاح» بالنسخة الثانية التي تسدل الستارة عليها هذا المساء. موازنةٌ ضخمة وديكورات مبهرة، وبعض نجوم الصف الأول... بدا وكأن شركة الإنتاج لم تتأثر بالتقارير الصحافية التي تحدّثت عن عزوف المشاهدين ومللهم من متابعة برامج الهواة. تلك البرامج التي تملأ ساعات بثّ المحطات من المحيط الى الخليج، ثم يبتلع النسيان نجومها.
إلا أن حلم «روتانا» في سحب البساط من تحت أقدام البرامج الأخرى المعنية باكتشاف النجوم ــــــ على أساس أن أهل الدار أولى بشعابها ــــــ لم تتحقق. وأسوة ببقية البرامج المماثلة التي صورت أخيراً في بيروت، واجه «إكسير النجاح» مشكلة اعتذار النجوم العرب عن زيارة لبنان بسبب الأوضاع الأمنية. وأول الغيث كان حلقة الافتتاح، إذ وقفت خريجة الموسم الماضي رجاء قصابني وحيدة على المسرح، بعد تخلّف الفنان الكويتي عبد الله الرويشد عن الحضور، وقد عوّض عن غيابه بحلقة ثانية، عرضت في ما بعد. ولم يتوقّف الأمر هنا، إذ فوجئ المشاهدون بعدم حضور أي فنان في حلقة أعلن أن ضيفها هو مروان خوري. وهذا الأخير استدرك الموقف في الأسبوع التالي، وأطلّ مع كارول سماحة ليغنّيا دويتو «يا ربّ»... أزمة الفنانين أثارت تساؤلات كثيرة عن إخفاق «روتانا» (أكبر شركة إنتاج عربية) في إحكام سيطرتها على نجومها اللبنانيين والعرب (أكثر من 120 فناناً)، وذلك خلافاً لنجاح LBC في استضافة كبار الفنانين في «ستار أكاديمي»، أو «إم بي سي» التي دعت إلى «ألبوم» كل من نجوى كرم وإليسا وأحلام وصابر الرباعي (متعاقدون مع «روتانا»)، فيما لم يظهر أحدٌ منهم في «إكس فاكتور».
بعيداً من مسألة الضيوف، تعلن نتيجة «إكس فاكتور 2» هذا المساء، بحضور نوال الكويتية وشيرين عبد الوهاب. والفنانتان ستشهدان على ولادة نجم جديد من رحم «روتانا موسيقى»، ليكون بذلك خلفاً لرجاء قصابني التي تلقت دعماً لا مثيل له قبيل إطلاق النسخة الثانية من البرنامج، حتى عزا بعضهم ذلك إلى الترويج للبرنامج، وتشجيع الشباب على الاشتراك فيه، وخصوصاً أن ألبومها الأول أطلق مع إعلانات عرض الحلقة الأولى. وبعد خروج المشترك الليبي أسامة الأسبوع الماضي، تأهّل كل من محمد (سوريا) وبشرى (المغرب) إلى النهائيات، وسط تكهنات باستبعاد بشرى عن نيل اللقب، لأن المغربية رجاء فازت في البرنامج العام الماضي. وما يثبت ترجيح كفّة محمد لانتزاع اللقب دعمه المطلق من قبل ميشال إلفتريادس، أحد أعضاء لجنة التحكيم، بقوله: «يتمتع محمد بموهبة مميزة ووسامة طاغية. ولم أوفّر فرصة إلاّ ودعمته فيها». لكن لماذا استُبعدت كل الفرق التي كان يشرف عليها ألفترياديس عن النهائيات؟ يلقي باللوم على الجمهور: «لم تشهد الثقافة الموسيقية العربية ظهور فرق غنائية ناجحة. كانت الغلبة دائماً للنجم الواحد الذي يتفاعل معه الناس بشكل أكبر، فيما يتناقض هذا مع المشهد الغنائي الغربي». من جهتها، تحدثت الفنانة المصرية أنوشكا، وهي عضو لجنة التحكيم، بحماسة كبيرة عن محمد بصفتها المشرفة المباشرة عليه. وقالت: «على رغم أنه ما زال مراهقاً، أعطى صوته البرنامج ثقة أكبر». أما المشتركان محمد وبشرى، فأبديا قلقاً بالغاً حيال حفلة الختام. وفيما تؤكد بشرى أنها فازت باللقب لمجرّد وصولها الى النهائيات، وصفت علاقتها بالفنان خالد الشيخ (المشرف على فئتها) بالجيّدة، على رغم اختلاف وجهات النظر بينهما. أما محمد الذي يغني الليلة «خمرة الحبّ» و«جمال الشام» و«أتحدّى العالم»، فقال «إن حلمه لن يكتمل إلا إذا دعمت «روتانا» مشواره لاحقاً».
بقي أن نذكر أن البرنامج الذي يخرجه باسم كريستو، وعلى رغم كل الثغرات، نجح في جمع أسماء مهمة ضمن فريق عمله. وهم يملكون من الخبرة الفنية ما يخوّلهم تقديم محترف حقيقي، يمرّس المشتركين في صناعة النجومية: من جنان ملاط، واحدة من أبرز منتجي برامج التلفزيون العربية، إلى أنوشكا وإلفترياديس وخالد الشيخ...

22:00 مباشرة على هواء «روتانا موسيقى»