strong> واحة القاسم
انطلق قبل يومين في بيروت «المهرجان الأول للأفلام الإيرانية» الذي ينظّمه «مركز بيروت الدولي للإنتاج» و«المستشارية الثقافية الإيرانية» بالتعاون مع «سيما فيلم» و«سيما ميديا» و«قناة المنار».
المهرجان الذي يقام في مسرح «دوار الشمس» (الطيونة)، يستمر حتى السابع من الشهر الحالي، ويقدم 12 شريطاً روائياً، كل منها يعكس على طريقته الواقع الاجتماعي والثقافي والديني والحضاري في إيران. وتطرح تلك الأفلام مواضيع وتيمات عدّة من التعايش الإسلامي ـــ المسيحي، إلى التحوّلات الاجتماعية التي شهدتها إيران بعد نهاية الحرب العراقية ــــ الإيرانية.
هكذا نكتشف في «مكان للحياة» لحميد رضا بوزورغينا، الانعكاسات النفسية والاجتماعية للحرب. تدور أحداثه عقب اندلاع الحرب، وتصوّر عائلة أصيبت باليأس والاكتئاب والاستسلام بعدما صودرت أرضها ومنزلها. الفيلم ينقل مشاعر إنسانية يطغى عليها الخوف، إلا أنّه يصوّر أيضاً انخراط عيدي رب الأسرة في حركة المقاومة من أجل تحرير أرضه وفتح آفاق جديدة لعائلته. وفي خانة الأعمال التي تناولت تيمة الحرب وانعكاساتها على الفرد، يمكن أيضاً أن ندرج فيلم «الشمس تشرق على الجميع» لعباس رافعي. ويتناول قصة نيجار، أحد ضحايا الحرب الكيميائية، في معركته من أجل الشفاء.
وبين الأفلام التي تطرح مسألة التعايش بين الأديان والحضارات، نذكر فيلم «طائر الحناء» لبراويز شيختادي الذي يتناول قصة صبي مسلم يتسبّب بطريقة غير مباشرة بمقتل صديقه المسيحي. وهنا، تبدأ رحلة الصبي المسلم بحثاً عن دواء من شأنه أن يبعث صديقه من الموت، فيلتقي بصبي مسيحي آخر ويتعاونان معاً في سبيل هذا الهدف.
وتطرح الأفلام التي برمجها المهرجان، مواضيع اجتماعية مختلفة، تطول الحب والزواج والتقاليد والمجتمع... ومن بينها فيلم «نغمة» لأبي القاسم طالبي الذي يروي قصة نغمة الطالبة التي تعمل على تحضير أطروحة التخرّج، وهو حول مقولة «الحب الحقيقي ليس سوى أسطورة». هكذا، تلتقي بعدد من الرجال والنساء المتزوجين لتدعيم فكرة أطروحتها. إلا أنّها عندما تلتقي بمحمد تأخذ الأمور منحى آخر. فهو يحاول إجبار المحكمة على منحه الطلاق من زوجته، بعدما تعرّض لإصابة بالغة من جراء القصف الكيميائي، إلا أنّ الزوجة ترفض الطلاق. أما في «حلم رطب» لبوران دراخشانده، فيواجه آراش المراهق المشكلات التي يعانيها أبناء جيله. ويزيد طلاق والديه من تخبّطه، فيقرر يوماً ترك منزل والدته هرباً من سلطتها ويهرب إلى منزل والده، حيث يدخل في تجارب متعددة غير متوقّعة، ويقع في حب ابنة الجيران. ويعاني المراهق من تمزّق داخلي، بين ما تفرضه عليه التقاليد وبين رغباته المتعددة كمراهق. إنّه فيلم عن النضوج وواقع الحياة.
ومن الأفلام الأخرى التي ستعرض في المهرجان فيلم «قريب جداً، بعيد جداً» لرضا مير كريمي، ويتركّز على علاقة مضطربة وشائكة بين والد وابنه، و«حياة» لغلام رضا رامزاني الذي يحكي عن كفاح الإنسان من أجل تحقيق حلمه، و«الإوز المهاجر» لسيروس هاشم ــــ بور، عن طفل يحاول مداواة إوزة جريح، و«الأعسر» لآرش معيريّان عن امرأة فقدت ذاكرتها وتحاول يومياً العمل جاهدة على استعادتها... وعلى البرنامج يلفت نظرنا عمل بوليسي يتيم بعنوان «جريمة» للمخرج مسعود آبارفار. يروي الفيلم قصة قاتل متسلسل ينفّذ جرائمه بعد أن يتعرّف بضحاياه في غرف الدرشة الإلكترونية.
ويحضر مهرجان الأفلام الإيرانية عددٌ من الممثلين والمخرجين الإيرانيين الذين يصاحبون عرض أفلامهم... وتُقام في الرابعة من مساء غد ندوةٌ عن «واقع السينما الإيرانية بين النجاح العالمي والغياب العربي»، تشارك فيها نخبة من الباحثين والسينمائيين.

مهرجان الأفلام الإيرانية حتى 7 حزيران ــــ مسرح «دوار الشمس»، الطيونة
عرضان يومياً الساعة السادسة مساء، والتاسعة ليلاً ــ 590452/03