في الموسم الرمضاني المقبل، يطل بسام كوسا في مسلسلين، هما: «كوم الحجر» (تأليف كمال مرّة، وإخراج رضوان شاهين)، و«عصر الجنون» (تأليف هاني السعدي وإخراج مروان بركات). ويؤدّي في العمل الأول دور «آغا إقطاعي» في ريف حلب، على خلفية الأحداث السياسيّة في حقبة الثلاثينيّات، ومواجهة الاستعمار الفرنسي. وهو يختبر في هذه الشخصية، فضاءً درامياً مختلفاً، إذ يمارس القمع على فلّاحيه، ويدخل في مؤامرات لإبقاء أبناء القرية تحت سطوته. ويقول إن ميزة هذه الشخصية تكمن في تحوّلاتها الداخلية ومكرها وخديعتها وطيبتها، ما يحتاج إلى دقة في رسم ملامح الشخصية ولهجتها ونبرتها في الأداء.ويوضح: «ما يهمّني اليوم هو تقنية الممثل. إذ لا يكفي أن تقف أمام الكاميرا وتؤدي حوارك، عليك أن تبذل جهداً سرّياً لبلورة الشخصية وأبعادها، وأن تنصهر بها لردم المسافة بين ما هو مكتوب وما هو مرئي. وإلّا فسيجد الممثل نفسه في مأزق لا يحسد عليه». ولا يُخفي النجم السوري قلقه من الانصياع التام لتعليمات المخرج وحلوله الإخراجية، فهو يتدخل على الدوام في ترميم الدور الذي يؤدّيه كي يظهر مقبولاً. ويشير إلى أن طريقة السرد في الإخراج لا تزال تقليدية، و«لم يأت بعد المخرج الذي يستعمل كل التقنيات المتوافرة في الكاميرا. لذلك تفلت خيوط كثيرة في البناء البصري للعمل التلفزيوني وحتى السينمائي، وخصوصاً في ما يتعلق بمشاهد «الأكشن» والرعب... ينقصنا هيتشكوك عربي».
أما في «عصر الجنون»، فهو مدمن المخدرات الذي يعالج نسبياً من إدمانه، لكنه يبقى مشوّش الذهن، ويبدو ذلك واضحاً من خلال نظرته إلى كل ما يحيط به. ولعل ندرة الأدوار اللافتة، وفوضى الإنتاج، وغياب المعايير الفنية، هي التي كانت وراء قراره بالاكتفاء بدورين في العام، إلا إذا حصلت معجزة، ووقع على دور استثنائي. ويشارك في «عصر الجنون» كل من قصي خولي، باسل خياط، وسلاف فواخرجي، فيما يتقاسم بطولة «كوم الحجر» بسام كوسا، سلوم حداد، منى واصف، وسلمى المصري.