ليال حداد
أصبح العم يونس أو «أبو عماد» أشهر بائع خضار في منطقة الأشرفية في بيروت. فهو صاحب طريقة فريدة ومرحة في الترويج لبضائعه، إذ يلجأ إلى تأليف أغانٍ أو مواويل لجذب النساء إلى بضاعته.
يصل بسيارته في ساعات الصباح ويبدأ المناداة والغناء.
«مين اللي بدا بقدونس تتنفع العم يونس؟». هذه هي «الردية» الخاصة ببيع البقدونس والأشهر، حسب ما يوضح أبو عماد: «لا أدري لماذا يحب الزبائن عندما أنادي على البقدونس بهذا الشكل، إلا أني أعرف أنني كل يوم أبيع كل باقات البقدونس».
أما الأغنية الخاصة ببيع الفواكه فلحنها وكلماتها غير متناسقة، إلا أن الزبائن تعودوا عليها: «في معنا موز، في معنا تفاح، في معنا لوز وفي معنا ليمون».
يتوقف أبو عماد عن الغناء ليشغِّل الشريط الذي سجل عليه كل أغانيه، ويقول: «أحياناً أفضل أن أستعمل هذا الشريط بدلاً من صوتي، وأنا أقود شاحنة الخضار من الأشرفية إلى زحلة يومياً».
عادة الغناء والبيع هذه بدأت قبل عشرين سنة حين كان أبو عماد يقود سيارته إلى بيروت ليبيع بضاعته فسمع أغنية «عالضيعة» لصباح وقام بتأليف كلمات جديدة للحن ذاته. ومن يومها أصبحت هذه الأغاني جزءاً من عمله اليومي، ويقول: «حين لا أغني يخف البيع كثيراً».
يزيِّن أبو عماد شاحنته بصور الفنانين الذين يعشقهم: فيروز، صباح، سميرة توفيق، سمير يزبك وغيرهم من الفنانين اللبنانيين القدامى والأصيلين، ويعلق على الأمر ضاحكاً: «صورة الفنان تناسب الجو الذي أعمل فيه»، لكنه يستدرك ويشرح مدى حبه لهؤلاء الفنانين.
من ناحية أخرى، علّم أبو عماد ابنه البكر أصول هذه المهنة وطريقة تسويق البضائع التي ابتكرها، فاشترى الابن شاحنة ليبيع بضائعه وراح يردد أغاني والده.