خالد صاغيّة
السيّد شاكر العبسي، قائد مجموعة فتح الإسلام، أردنيّ الجنسيّة. وبالتالي، يصعب منحه منصباً رسمياً في الدولة اللبنانية. أمّا القائد العسكريّ للمجموعة، المعروف بأبي هريرة، فلبنانيّ منذ أكثر من عشر سنوات. وبالتالي، يمكنه أن يساهم في حلّ المشكلة السياسيّة اللبنانية في حال موافقته على أن يكون الوزير الملك، أي الواحد في معادلة العشرة زائد واحد. أمّا أسباب هذا الاقتراح فمتعدّدة:
أوّلاً، أبو هريرة من النادرين في هذه البلاد الذين يصعب احتسابهم على الموالاة أو على المعارضة. ويصعب، نظراً لتشدّده الأيديولوجي، رشوته بالمال. ويصعب، نظراً إلى حياته العسكريّة الطويلة، تهديده بالقتل. إذاً، حياديّة أبي هريرة كوزير ملك مضمونة.
ثانياً، يتبارى الفريقان المتنازعان في لبنان على اتّهام أحدهما للآخر بالتبعيّة. والمطلوب من الوزير الملك مناعة ضدّ هذه التبعيّة. وقد سبق لأبي هريرة أن خاض معارك طويلة ضدّ الجيش السوري خلال وجوده في لبنان. ويُعدّ تنظيمه الحاليّ من المتطرّفين في العداء للولايات المتّحدة الأميركيّة وإسرائيل. لذلك، لا يُخشى من تبعيّته لدمشق، كما لا يُخشى من انجراره وراء المشروع الأميركيّ في المنطقة.
ثالثاً، ما نعرفه عن أبي هريرة كما ظهر على شاشة «الجزيرة» هو أنّه يشبه بشعره الطويل ولحيته مغنّي الغرب في السبعينيّات. وما نعرفه أيضاً هو أنّه قائد عسكريّ. تمكّنه اختصاصاته إذاً من التناوب على وزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخليّة، كما فعل سلفه الدكتور أحمد فتفت.