ليال حداد
التأبين عملية ترافق مراسم توديع الميت ودفنه. وفي لبنان عادات وتقاليد كثيرة. وثمة أشخاص يمتهنون هذا العمل، أي الخطابة أثناء التعازي، فيحضرون إلى كل مجالس العزاء، وإن كانوا لا يعرفون الميت.
ففي قرية في المتن الجنوبي، وخلال مجلس تعازٍ لطبيب رحل قبل يومين، حضر أحد هؤلاء وقدم خطبة، تحدث الخطيب عن حسنات الطبيب الراحل وكيف كان لا يأخذ المال خلال أدائه لعمله الطبي وأضاف: «حتى أنا خدمني وطببني مجاناً، فأنا قد أصبت بمرض في أمعائي، ولم يستطع أحد أن يداويني لأني لم أكن أملك المال، حتى قصدت الراحل الذي أعطاني الأدوية المناسبة ولم يقبل أن يأخذ مني قرشاً بدل أتعابه، والأمر نفسه حصل مع عدد من أصدقائي وأقربائي»، وعند هذه العبارة انفجر كل المعزين بالضحك، وراحوا يتهامسون في ما بينهم. وعندما سأل الخطيب أحد مجاوريه عن سبب ضحكالحاضرين، أجابه بأن الطبيب الذي توفي هو طبيب بيطري مختص بمعالجة الحيوانات.