باسم الحكيم
لا تبحثوا عنها على التلفزيون، فهي حالياً على الخشبة! تستأنف نهاية الأسبوع عرض «حكي نسوان»، في انتظار تقديم عملها المونودرامي الأول مطلع الخريف. وبين المسرحيتين، ستكون على الشاشة «تحت القصف»، فيلم عرقتنجي الجديد الذي تدور أحداثه في الجنوب اللبناني، أثناء حرب تموز

قلّما تغيب ندى أبو فرحات عن الجمهور... حين تجدها بعيدة عن الشاشة الصغيرة، ابحث عنها في صالات السينما أو على خشبة المسرح. هكذا تعيش في حالة نشاط مستمر: قبل أن تنتهي من عمل مسرحي تبدأ التحضير لآخر، وتصوّر مسلسلين في آن، وتحرص أيضاً على التواصل مع جمهور السينما.
نهاية الأسبوع الجاري، تستأنف أبو فرحات عروض مسرحية «حكي نسوان» (كتابة وإخراج لينا خوري) بعد توقّف قسري فرضته الأوضاع الأمنية. وتبدأ التحضير لعمل ثان، «وضعتُ فكرته، وسأقدّمه وحيدة على الخشبة في تشرين الأول المقبل. لذا أعقد اجتماعات مع المخرجة لينا خوري، الكاتبة كلوديا مرشيليان والمنتج مروان حداد (شركة «مروى غروب»)».
تحلم أبو فرحات بالغناء، وتكشف أنّها ستحقق حلمها في الجمع بين الغناء والتمثيل والرقص في المونودراما المرتقبة. وهي تراهن على النجاح حتى قبل كتابة النص، إذ تستمد ثقتها من التجارب الناجحة للكاتبة والمخرجة، وتصف العمل بـ«مزيج بين الاجتماعي المؤثر والكوميدي الصاخب والتراجيديا، بعيداً من السياسة، إذ لا أفقه شيئاً مما يدور في زواريبها». وتقول بحماسة: «أتمتع بإيقاع في أدائي وأحسن التواصل مع الجمهور. وسأتمكّن مع نص كلوديا مرشيليان من تقديم عرض تمثيلي غنائي راقص مدته ساعة وربع ساعة، أجسّد فيه أكثر من شخصيّة، عبر تناول موضوعات حسّاسة تلامس وجدان كل إنسان». وماذا عن التلفزيون؟ تدخل ندى أبو فرحات خلال الأسابيع المقبلة استديو التصوير للمشاركة في عملين تلفزيونيين، أحدهما بعنوان «الحب الممنوع». وهي الدراما التي تكتبها ريتا برصونا، وتؤدي بطولتها إلى جانب بيتر سمعان، تحت إدارة المخرجة رندلى قديح. أما بالنسبة إلى المسلسل الثاني، فهي خماسية تتقاسم بطولتها مع عمار شلق ونادين الراسي. وتتريّث في الكشف عن الشخصية التي تؤديها في سلسلة «حواء في التاريخ»، «لأن الاتفاق لم يحسم بعد».
تؤدي أبو فرحات في العملين شخصية المرأة الشريرة: في «الحب الممنوع»، هي فتاة مستهترة تمضي أيامها ولياليها في الملاهي ولعب الميسر، وتحاول التخلص من ديونها بمختلف الوسائل. أما في خماسية «فرصة» للكاتبة كلود أبو حيدر والمخرج طوني نعمة، وإنتاج «ديفاين بروداكشن»، فتؤدي دور الزوجة الفاشلة بسبب تربية والدتها الخاطئة لها. وتتوقّع أن تحظى مشاركتها في «فرن الصبايا دوت كوم» بالنجاح. وتقول: «يتميّز العمل بسيناريو نبيل عساف وجيسكار لحود. إضافة إلى الأداء العفوي لجميع الممثلين... ما أعجبني في «السيت كوم» هو مضمونه البعيد عن التهريج». في المقابل، تتخوّف من دورها في مسلسل «الينابيع» الذي صوّر قبل ثلاث سنوات، ومن المتوقع أن يعرض قريباً على «إل بي سي». إلا أنّ الممثلة اللبنانية لا تخشى طبيعة الدور، «لأنني أجسد شخصية طبيبة بيطرية تضحّي بحبها لأجل صديقتها المريضة»، بل انعكاس علاقتها المتوترة مع المخرجة كارولين ميلان على أدائها. وتوضح: «كنت متوترة ومتشنّجة بسبب شخصية المخرجة التي لا تهتم براحة الممثل». لكن الوسط أثنى مراراً على تجارب ميلان؟ تجيب: «ربما، لكنني شخصياً لم أُجِد التعامل معها، وخصوصاً أنها كانت تهزأ من أسلوبي في التمثيل، وأؤكد أنني لن أعيد الكرة معها مجدداً».
على رغم نيلها جائزة أفضل ممثلة لبنانية عن دورها في مسلسل «نضال»، تنتقد أبو فرحات الطريقة التي أوجزت فيها كلمتها في حفلة «الموركس دور» الأخيرة أثناء عرضها على التلفزيون. وتشير إلى أنني «سجلت شكري لكل شخص صوّت لي، وللجنة الموركس والمنتج مروان حداد والكاتبة كلوديا مرشيليان والمخرج إيلي حبيب، وشكرت لهم أنهم اختاروني لهذا العمل ووضعوا ثقتهم بي. وحرصت على ذكر أسماء الممثلين الذين قدموا أعمالاً عام 2006، ولم تسلّط عليهم الأضواء، وخصوصاً في المسرح. شكرت لهم جهدهم والرسائل التي أوصلوها وطلبت أن أتشارك معهم الجائزة». وإذا بالاختصار يُحوّل مضمون الكلمة، لتقتصر على: «شكر من صوّت لي ولجنة الموركس على جهدها والرسائل التي أوصلتها». وتضيف: «محبة الجمهور هي دليل على نجاحاتي، مع جائزة أو من دونها... لست مدينة بهذا النجاح لـ«إل بي سي» أو لجنة «موركس دور». وإن كنت متأكدة أنه لو عرض «نضال» على شاشة أخرى، لما كنت لأحصد الجائزة، لأن جوائز «موركس» حكر على برامج هذه المحطة».
اليوم، تنتظر أبو فرحات عرض فيلم «تحت القصف» الذي أنهى المخرج فيليب عرقتنجي مونتاجه في باريس أخيراً. وهو التعاون الثاني بينهما بعد «البوسطة». وتشير إلى أن العمل وثائقي درامي، يمكن تسميته الـ«دوكو أكشن». يتضمن مشاهد من مرحلة العدوان الإسرائيلي على لبنان ولقطات من أرض المعركة، إضافة إلى القصة التي كتبها فيليب عرقتنجي باللغة الفرنسية مع ميشال لفيفيان، ونقلتها إلى العربية الممثلة أنجو ريحان. تجسّد أبو فرحات في الفيلم شخصية المرأة الشيعية زينة، العائدة من دبي من طريق تركيا، للبحث عن شقيقتها وابنها في الجنوب، أثناء حرب تموز. ولا تجد من يقلّها إلى هناك، سوى السائق طوني (جورج خباز). وصوّر العمل في فترة قياسية، وهو من إنتاج مشترك بين المخرج وتلفزيون ARTE. وتوضح أبو فرحات: «تم التصوير على مرحلتين. كانت الكاميرا تلاحقني أولاً تحت القنابل، من دون نص جاهز. ثم بدأنا العمل على السيناريو بعد توقّف صوت المدافع... صوّرنا مع الناس، فأهل الجنوب هم أبطال الفيلم إلى جانب مشاركتي وجورج خباز وراوية الشاب (مثّلت في «معارك حب» لدانيال عربيد). ولم يحدّد عرقتنجي موعد العرض بعد.