محمد عبد الرحمن
شيرين عادت إلى الغناء في الأفراح الشعبية. هـشـام عباس انسحب من انتـخـابات النقابة بعد تهرّبه من دفع الضرائب. أما رامي صبري فقرّر مواجهة عمرو دياب في الشارع... لا تصدّقوا هذه الأخبار. إنها شائعات، ابتكرتها الفضائيات لجذب المشاهدين وتصفية حساباتها مع النجوم!

قبل عشر سنوات، فوجئ محمد فؤاد بخبر انتشر بسرعة البرق بين الناس، وأكد وفاته وأولاده في حادث سير مروع في أحد شوارع القاهرة. يومها، اضطر النجم المصري إلى إجراء أكثر من حوار صحافي لتكذيب الخبر، مشيراً إلى أنّ الشائعة التي أثّرت كثيراً في أطفاله، كانت تهدف إلى محاربته. بعد فترة قصيرة، تناقلت الصحف تصريحات لعمرو دياب، هاجم فيها مغنّي الثورة، وفي مقدمهم عبد الحليم حافظ وأم كلثوم. وظلّ دياب الذي تعرّض لهجوم حاد من النقاد والجمهور، يكذّب الخبر مدة ثلاث سنوات...
اعتاد النجوم الشائعات، لا بل إن بعضهم يحرص على إطلاقها كل موسم، كي يبقى في الواجهة. إلا أن الشائعات، في عصر الفضائيات الغنائية وشركات الإنتاج المتنافسة، بدأت تأخذ منحى مختلفاً. إذ دخل التلفزيون على الخط، وبات يقدّم خدمات لنجومه، عبر ترويج أخبار ضدّ منافسيهم. هذا ما حدث مع المغني رامي صبري الذي اتهم منذ دخوله الساحة الغنائية بتقليد عمرو دياب، أداء وشكلاً. أضحى النجم المصري الذي يتمتع برعاية خاصة من المنتج والمخرج طارق العريان، محور أحاديث الوسط الفني أخيراً، بعدما بثّت قناة «مزيكا» (التابعة لشركة «عالم الفن»)، في شريطها الإخباري أسفل الشاشة، معلومات تسيء إلى صورته. وأكد الشريط الذي يستقي أخباره من الصحف والمجلات الفنية، أن مغنياً شاباً، يقلّد نجماً شهيراً، دخل أحد المطاعم وهو في حالة عدم اتزّان. وعندما شاهد على الشاشة الكبيرة كليب المغني الشهير، علا صوته، مطالباً بإطفاء جهاز التلفزيون. واتهمته المحطة أيضاً بمعاملة الصحافة بطريقة سيئة. ولأن القناة لم تذكر اسم المغني طبعاً، عمد الجمهور إلى كشف المستور. هكذا أمطر جمهور عمرو دياب المحطة بوابل من الرسائل القصيرة في أسفل شريط الرسائل، تندد بموقف صبري. وما كان من نادي معجبي هذا الأخير إلا أن ردّ عليهم. ثم دخل عشاق تامر حسني على الخط، وقالوا في رسائلهم: «لا عمرو ولا رامي، تامر ملك الجيل»، الأمر الذي استدعى ردّاً سريعاً من محبّي محمد حماقي.
واستمرّت المعركة أياماً، في وقت كانت فيه المحطة تحتفل بالأرباح التي جنتها من حرب الرسائل. ومع ذلك، نفى مصدر في المحطة، في اتصال مع «الأخبار»، أن يكون صبري هو المقصود في الخبر. وأشار إلى أنّ هذا الأخير هو الذي أدخل نفسه دائرة الاتهام، بعدما تحدث في الإعلام عن حرب قناتَي «زووم» و«مزيكا» عليه. من جهتها، عزت أميرة أمير، المتحدثة باسم رامي صبري، الهجوم إلى رفضه تسجيل حلقة خاصة لأحد برامج القناة، وطلبه تأجيل ذلك إلى الشهر المقبل، بعد إصداره أغنية جديدة. وأضافت أنه يفكّر في رفع قضية على القناة، نظراً إلى تأثير تلك الأخبار في صورته، بسبب شعبية القنوات الغنائية ومتابعة الفنانين والصحافيين لها. الأمر الذي قد يدفع بشركات أخرى مثل «ميلودي» إلى استحداث شريط إخباري على شاشة محطتها، للردّ على أخبار القنوات الأخرى.

أسلحة فتّاكة

ومن رامي صبري إلى شيرين عبد الوهاب. المغنّية التي انتقلت قبل أشهر من أحضان نصر محروس إلى «روتانا»، تعرّضت إلى هجوم من نوع آخر. إذ انتشرت أخيراً على بعض المواقع الإلكترونية، مقاطع فيديو من مشاركاتها سابقاً في أفراح شعبية، ومشاهد أخرى تظهرها بملابس بسيطة في منزلها الفقير. وفي اتصال مع «الأخبار»، لم يستبعد أسامة رشدي، مدير أعمال شيرين، أن تكون بعض شركات الإنتاج هي التي نشرت هذه المقاطع، مشيراً إلى أنّ المغنية لم تتبرأ يوماً من أسرتها والمنطقة الشعبية التي نشأت فيها، ومؤكداً أن ردّها الوحيد سيكون عبر الألبوم الذي تصدره في الأسابيع القليلة المقبلة. وأوضح أن المعاملة المتميزة التي تحظى بها في «روتانا»، أثارت غيظ زملاء، يعانون من مشاكل مع الشركة، وهو ما دفعهم إلى محاربتها.

وجوه شابّة

مع محمد حماقي كان الوضع مختلفاً. المغني الذي عاد أخيراً من هولندا حيث أحيا حفلة كبيرة، فوجئ بتناقل بعض الصحف ونشرات الأخبار الفنية على التلفزيون خبر انضمامه إلى «روتانا»، فاندفع إلى تكذيب الخبر، وتأكيد تجديد عقده مع شركة «صوت الدلتا». وهو رفض الرد على اتهامات تامر حسني له بالوقوف وراء حملة صحافية عليه تقودها صحيفة تابعة لـ «صوت الدلتا».
أخيراً، أعلن هشام عباس انسحابه من معركة انتخابات نقيب الموسيقيين، بسبب خبر نشرته صحيفة «الأحرار»، محدودة الانتشار، قالت فيه إن موقف عباس بات صعباً بسبب تهرّبه من دفع الضرائب. وعزا عباس هذا الهجوم إلى محاولات مرشحين آخرين إضعاف فرص انتقال زمام المسؤوليات الفنية إلى عناصر شابة. وقرر الانسحاب من المعركة تفادياً لشائعات أخرى، معلناً نيته مقاضاة الصحيفة ومحرّر الخبر. فيما ردت الصحيفة في برنامج «البيت بيتك»، مؤكدة أنها تملك المستندات التي تثبت إدانته، الأمر الذي دفع ببعض الصحافيين إلى تقديم شكوى رسمية لوزير الإعلام أنس الفقي، مطالبين فيها بعدم استخدام برامج التلفزيون للهجوم على الصحافة.