مدير «مؤسسة عودة» اختار أن يحوّل الفيلا التي تحمل اسم العائلة إلى مقرّ دائم للفن التشكيلي اللبناني... واختار أن يعلن تلك الولادة من خلال معرض استعادي يحتضن مئة لوحة من أصل 400 لأعمال جورج سير. يندرج ذلك ضمن مشروع أوسع يهدف إلى توفير مكان جديد يشجّع على عرض المجموعات الفنية الخاصة، وتعزيز التفاعل بين القطاعين العام والخاص. الفيلا التي كانت ملكاً خاصاً لعائلة تابت، وأصبحت لاحقاً مركز إدارة بنك عودة، تعرض من الآن فصاعداً في طابقها الأرضي مجموعة البنك من المنحوتات واللوحات والفسيفساء. فيما تضمّ طابقاً سفلياً سيُقدّم مجاناً، وفق ما يقول عودة، لكل فرد أو مؤسسة أو سفارة ترغب في عرض مجموعتها الخاصة من المقتنيات الفنية أو تنظيم حفلات موسيقية أو محاضرات وندوات.
اهتمام عودة بالفنون جعله يكرّر محاولاته لتحرير المجموعات الخاصة التي يمتلكها أفراد، ويخشون إبرازها للعلن تخوّفاً من قانون يمنعهم من اقتناء المصنّفات الفنية حتى لو كانوا اكتسبوها بطريقة شرعية.
يدعم عودة الفنانين اللبنانيين، ويشتري لوحاتهم ويهتم بالإنتاج الفني فيخصّص جزءاً من إيرادات البنك لدعم الفنون والإرث الثقافي اللبناني. وهو تقليد متّبع في الدول النامية، من المؤسسات المالية والمصرفيّة التي تتمتّع بقانون إعفاء ضريبي تمنحه الدولة على نسبة من العائدات والأرباح الموظّفة في الدعم الثقافي Mécénat.
أما في لبنان، فهذه المقايضة لم تتوافر بعد. ويشكو المصرفي المعروف: بدلاً من أن يُشكر بنك عودة على تقديمه ستة ملايين دولار لترميم المتحف اللبناني، استُدعي إلى المحكمة لتبرير الطريقة التي صرفت فيها الأموال المقدّمة. وعلى رغم ذلك، يؤكد عودة استمراره في المحاولات الهادفة إلى توطيد التفاعل بين القطاعين الخاص والعام لتفعيل النشاط الثقافي والفني.