strong>باسم الحكيم
  • النزف مستـمرّ في الدراما اللبنانية

  • وسط انهماكه في تصوير «امرأة من ضياع»، اعتذر فجأة من كاتب المسلسل، حزم حقائبه وتوجّه إلى الكويت بحثاً عن لقمة العيش. بعد بديع أبو شقرا، طوني مهنّا، نادين شرارة، أسعد رشدان، علي منيمنة، جاء دور سامر الغريب... هل بدأت الدراما اللبنانية تخسر نجومها؟

    قبيل ساعات قليلة من سفره إلى الكويت، تحدّث باسم الغريب في لقائه مع «الأخبار» عن هجرته الموقتة للدراما، والأسباب التي دفعته إلى الهجرة، وتحديات الشباب اللبناني الباحث عن الاستقرار ولقمة العيش بعيداً من وطنه. في البداية، يحرص على التأكيد: «خروجي من الدراما ليس نهائيّاً، فأنا لم أعتزل. كلّ ما في الأمر أنني أتوجه إلى الكويت حيث أتولى مهام إدارة الانتاج والبرامج في فضائية «الوطن» التي تبدأ بثها قريباً». ويضيف متنهّداً: «لم تعد الأوضاع في البلد تسمح لنا بالاستمرار. لذا، تجدني أرحل عن وطني على مضض وفي قلبي غصة». لكنه، في المقابل، يبدو متفائلاً بما ينتظره في الكويت: «جُهّز التلفزيون بأفضل المعدات، إضافة إلى أنّ طاقم العمل يبشر بتقديم تجربة متميزة في المشهد الفضائي العربي، إنما برؤية كويتيّة». ويضيف بحماسة: «المحطة منوّعة... وقد رشحني للمنصب، مديرها العام المخرج والمنتج أحمد الدوغجي. وسيقتصر عملي على الإدارة، بعد تجاربي السابقة في «أم تي في» وشبكة «روتانا» الفضائية». لكن لماذا ابتعد الغريب عن إدارة «روتانا طرب»؟ يجيب: «لم أكن قادراً على الاستمرار، فتركت عملي قبل شهرين من انتقال المحطة إلى القاهرة، علماً بأنني واصلت التعاون مع ميشال غبريال المرّ لحساب شركة «استديو فيزيون» للإنتاج، تزامناً مع تصوير مسلسل «امراة من ضياع»». وهنا، يفضّل بطل العمل الذي يعرض على «نيو تي في» عدم الكشف عن أحداث الحلقات الأخيرة التي يطلّ خلالها، «لأن الكاتب أنهى دور الشخصيّة بشكل منطقي لا يؤثّر في السياق الدرامي للعمل... المسلسل سيكمل بنجاح، فعناصره جيّدة، وعلى رأسه الكاتب شكري أنيس فاخوري، والمخرج إيلي فغالي، والنجوم المشاركون فيه». وعلى رغم الانتقادات الموجهة إلى «امرأة من ضياع» بسبب أداء بعض الممثلين السيئ، يبرر الغريب: «لكلّ عمل نقاط ضعف، علماً أنّ المسلسل سيشهد تحسنّاً ملموساً خلال الفترة المقبلة، ويؤسفني أنني لن أبقَى حينها في فريق العمل». ثم يدافع عن اتهامات المنتج بتــــــوفير المال إثر استبعاده ممثلين من بعض الحلقات، يقول: «غياب بعض الشخصيات جاء لضرورات دراميّة تتعلق بالكاتب، لا بطلب من المنتج المنفّذ والمخرج إيلي فغالي... على رغم المشاكل، أظنّ أن «نيو تي في» تخوض تحدياً عبر الإقـــــدام على هذه الخطوة».
    «امرأة من ضياع» ليس العمل الدرامي الأخير لغريب، فهو يطلّ على شاشة «أل بي سي» في الموسم المقبل، عبر مسلسل «الطاغية» للكاتب مروان نجّار والمخرجة كارن دفوني. ويشارك في بطولته كل من ميشال تابت، ألفيرا يونس، كمال الحلو، رنده حشمي، رنده كعدي، طلال الجردي وطارق سويد.
    عندما يتحدث سامر الغريب عن العمل، يعلو صوته ويقول: «آخر عمل سيعرض لي عنوانه «الطاغية»، وقد نفّذته مع الطاغية مروان نجار». وهو لا يرى في هجومه على نجار خروجاً عن الدبلوماسية التي انتهجها في الإجابة عن أسئلته، «لأنني أعلنت الحرب عليه، بعدما أخفقت في الحصول على حقوقي المادية منه. وإذا لم أوقع عقداً مكتوباً معه، فاحتراماً لاسمه وتاريخه. لكنني عندما طالبته بحقوقي لم يستجب، فكلّفت شكري فاخوري وإحسان صادق بمساعدتي، وكان الجواب: الإنتاج لا يسمح له بصرف مبالغ إضافية». لكنّ مروان نجار ليس منتجاً مموّلاً، وهو بالتالي يبرر عدم سخائه على الإنتاج، بأنه يريد ضمان تكاليف العمل التالي؟ يقول: «لا يهمني ذلك... مشكلة مروان نجّار ليست معي وحدي، لديه خلافات مع كثيرين». وعلى رغم الدور البارز لهذا الأخير في إعادة نهضة الدراما اللبنانية، يقول الغريب: «أضرّ نجار كثيراً الدراما، فيما يسجّل لشكري أنيس فاخوري جهده في إعادتها إلى الواجهة».
    أليس في كلامه إلغاء لمسيرة مروان نجار؟ يجيب: «لا، كل ما في الأمر أنني أضع الأمور في نصابها، وكلامي نابع من قناعتي بالأعمال التي حملت توقيع فاخوري. وقياساً على ذلك، لم يقدم نجّار شيئاً». ومع ذلك، يعرب الممثل اللبناني عن رضاه عن فريق العمل والمخرجة كارن دفوني، ويشرح أنه يجسّد دور البطل الفقير الذي يغرم بفتاة ثرية، ويصطدم بجبروت والدها.
    لم يشارك سامر الغريب سابقاً في الدراما العربية، بسبب مهماته الإدارية حيناً وانهماكه في المسلسلات المحليّة أحياناً، فهل يجد في الكويت فرصة الظهور في أعمال خليجية؟ يقول: «أظن أن عملي لن يسمح لي بذلك. ستقتصر إقامتي هناك على إدارة المحطة، وهذا سيأخذ الكثير من وقتي».
    في حواراته السابقة، ردّد الغريب كثيراً نصيحة للشباب اللبناني بعدم مغادرة لبنان، راجياً منهم إنقاذ هذا البلد. لكنّه اليوم، وبعدما أحس بالخطر، وبدأ البحث عن لقمة العيش، يوجه إلى أبناء جيله رسالة واحدة: «أطلب من جميع الذين قرروا التحدي والبقاء هنا، أن يحافظوا على لبنان، علّ الشباب يعود إليه قريباً».